العصيان المدنى.. فكرة «غاندى» التى أهانها «الإخوان»
«العصيان المدنى اللاعنفى» عبارة استخدمها العالم للإشارة إلى غاندى، فسياسة «اللاعنف» التى انتهجها المهاتما غاندى فى وقوفه ضد المحتل البريطانى للهند، اتخذت عدة أساليب كان منها العصيان المدنى الذى اعتبره غاندى أقوى من أى سلاح صنعه الإنسان.
«بقية من ضمير» هذا هو الشرط الذى وضعه الرجل لنجاح عصيانه المدنى، الضمير لدى كلا الطرفين، ضمير عند الطرف الرافض يمنعه من تخريب الوطن، وضمير لدى الخصم ليتمكن فى النهاية من فتح حوار موضوعى مع الطرف الآخر.
العصيان المدنى كما بدأه غاندى فى مظاهرات الملح لم يكن كمثيله الذى انتهجه الإخوان فيما أسموه «اعتصام المترو» أو «عطل عربيتك على الكوبرى» أو حملة «لا أضحية هذا العام» التى رأى بعض أصحابها أنها ستضر بمبيعات الأضاحى، وتتسبب فى كساد السوق الاقتصادية، بالإضافة إلى نقص التوزيع على حالات «البر» لأن غالبيتهم نزلوا فى مظاهرات 30 يونيو، على أن يتم توجيه ثمن الأضاحى إلى أسر الشهداء والمصابين والمعتقلين، التى تحتاج الدعم، حسب الحملة الإخوانية،
ما تدعيه الجماعة من كونه عصياناً مدنياً، لا يمت بصلة للمفهوم العالمى للعصيان المدنى الذى يعرفه العالم حسب د. عماد جاد أستاذ العلوم السياسية، فالمفهوم السياسى للعصيان قائم على عدم الإضرار بالغير حتى لو تم اختراق القانون «يعنى لو عايزين اعتصام فى مكان مش لازم يضروا أو يعطلوا الناس زى ما كانوا عايزين يحصل فى المترو، أو فى دعواتهم على الكبارى، ده من شأنه تكدير السلم العام وهو ما سيؤدى بالضرورة لعدم التعامل السلمى معهم».
«جاد» يؤكد أن معنى العصيان المدنى وشروطه لا تتوافر فى عصيان الإخوان «الممارس للعصيان يخاطب دوماً الضمير الغافل للأغلبية، فأى ضمير سيخاطبون إذا كانوا يعتبرونهم لا يستحقون حتى الإحسان وبر الأعياد، وأن ما عداهم من ركاب المترو ومستخدمى المواصلات العامة يستحقون أن تتعطل مصالحهم فى سبيل إرهاق الدولة التى يمارسون ضدها حالة العصيان».