موهوب بالفطرة، لم يفارق يديه جهاز التسجيل، فعندما كان يراوده جمل غنائية فسرعان ما يسجلها حتى لا ينساها، اكتشف العديد من المطربين، واستطاع بكل احترافيه أن تصل كلماته وألحانه إلى قلوب الجميع ليكون الموسيقار عمار الشريعي أحد أعمدة مصر التاريخية.
عشق "الشريعي" المولود في 16 أبريل 1948، الموسيقى لدرجة كانت أحيانا لا تفارقه حتى خلال نومه، سواء من خلال حلمه بكلمات أو لحن، وذكر في لقاء قديم له مع الإعلامي عمرو الليثي، أن عدد ساعات نومه تترواح في أيام بين الـ 12 ساعة أو 4 ساعات "ولما بيكون في شغل أدخل السرير من هنا ودماغي تور من هنا حتى ببقى نايم والجمل تزن في دماغي".
وتذكر "عمود الموسيقى"، كيفية تلحينه لتتر مسلسل "أم كلثوم" قائلا: "كان بقالنا سنتين بنشتغل في المسلسل ومش عارف اعمل إيه في التتر ويوم سمعتوا وانا نايم زي ما انا سمعتهولكم بالظبط كأني بسجله قومت من النوم روحت فاتح تسجيل حطه جبني وبدأت اسجل".
"خلي تسجيل جنبك في جيبك في إيديك في أي وقت من الأوقات جاتلك جملة حلوة حطها، الواحد يا عمار ممكن جدا ميقابلش الجملة الحلوة إلا مرة واحدة" نصيحة محمد عبدالوهاب لـ"عمار الشريعي" التي صار عليها طوال حياته وحرص على وجود جهاز تسجيل دائما بجواره.
واستكمل "الشريعي" حديثه عن تتر مسلسل "أم الكلثوم" بعد استيقاظه من النوم لتسجيل ما جاء له في الحلم: "قولت هبتدي التتر برضاك يا خالقي وبعدين ذكريات وبعدين يا حبيب، وبعدين يا ظلمني بترتيب التتر".
حبه للموسيقى وإعطاءه الدائم له كان يجعله يجلس أكثر من 52 ساعة على "المكسر"، لا يبعده عنه إلا لتناول الطعام أو الشراب أو قضاء الحاجة: "بس ده كان زمان لما الواحد كان لسه عفي، وقت ليلة القبض على فاطمة ودموع في عيون وقحة".
تعليقات الفيسبوك