«الشط الكهرمانى» يعود لأحضان أهله فى «الشتاء»
فتيات يلتقطن صورة «سيلفى» على البحر
مع بشائر كل شتاء تعود شواطئ الإسكندرية لأهلها ويعود المصطافون كلٌ من حيث أتى، ويتبدل الحال بصورة كبيرة، فزحام الشوارع يقل، والشواطئ يخف زائروها، وتخلو «عروس البحر المتوسط» لأهلها، مع القليل من مريديها فى هذا الفصل من العام، الأمر الذى يعتبره البعض من الإسكندرانيين نعمة، فى حين يراه آخرون نقمة.
محمد أبوعلى، عجوز فى بداية عقده السابع، يدير أحد شواطئ الأنفوشى، لا يمر فصل الشتاء عليه مرور الكرام، فهو من أثقل الشهور على قلبه منذ أن بدأ العمل فى البحر منذ كان عمره 17 عاماً، وقتها كان البحر لأهالى المنطقة، على حد قوله، فكان كلٌ يأتى إلى الشاطئ ومعه شمسيته وكرسيه، وكان هو ومن مثله يسعون على رزقهم بطريقتهم الخاصة: «كنا بنعمل مشروبات ونروح نبيعها للناس اللى قاعدة على البحر وناكل بيها عيش، وقتها كنا بنشتغل شهرين الصيف، وباقى السنة لا شغلة ولا مشغلة». ومع مرور الوقت أصبحت هذه الشواطئ يتم تأجيرها لمن يديرها عن طريق المزاد لمدة 3 سنوات، وفى عام 2003 تمكن «محمد» من تأجير الشاطئ الذى يديره الآن: «أول سعر خدت بيه الكافيتريا دى كان 5 آلاف جنيه فى السنة، ودلوقتى بقينا ندفع إيجار 50 ألف جنيه فى السنة»، فى فصل الصيف يكون الشاطئ مربحاً بصورة كبيرة بالنسبة لـ«محمد»، إلا أن شهور الشتاء تسحب منه ما ربحه، حسب قوله: «المشكلة إنهم كل مزاد بقوا يزودوا علينا الإيجار بشكل كبير جداً، والأزمة الكبيرة إننا طول الشتا بنكون قاعدين مابنعملش حاجة»، يونيو ويوليو وأغسطس هى شهور ثلاثة فى السنة يفضلها «محمد» عن شهور السنة كلها، فهى التى تمكّنه من دفع إيجار بقية العام، بالإضافة إلى بعض الأمور الأخرى التى يستخدم بها الشاطئ فى فصل الشتاء يزيد منها دخله: «إحنا مالناش شغلة ولا مشغلة غير الشط، عشان كده بحاول أشغّل المكان فى الشتا أى حاجة، لو واحد عايز يعمل سبوع أو عيد ميلاد، أو أى حاجة تساعد».
على شاطئ الشاطبى كان المشهد مختلفاً لمجموعة من الفتيات الواقفات يلتقطن «السيلفى» أمام مساحة كبيرة واسعة أمامهن لا يوجد بها غيرهن، وعلى وجوههن كانت تعابير الفرحة حاضرة، فهن يعشقن هذا الوقت من العام الذى يجدن فيه متسعاً من الأماكن يخرجن بها وقتما يريدن، حسب ما قالت «نيفين أشرف»، الطالبة بكلية الآداب جامعة الإسكندرية: «شواطئ إسكندرية فى الشتا بيكون ليها طعم تانى والخروج فيها بيكون مختلف جداً عن الصيف».