واقعة وفاة "المحجوب" لم تكن الأولى.. حين يقع "الإعلام" بفخ "السوشيال"
اللواء عبد السلام المحجوب
باتت بعض وسائل الإعلام مؤخرا تعتمد على نقل الأخبار والأحداث من مواقع التواصل الاجتماعي، دون التأكد من مصداقيتها، حتى وإن كان الخبر مُتعلقًا بوفاة شخصية معينة، ما يهواها فقط هو السرعة في عرض الخبر وتحقيق نسب مشاهدات عالية، دون مراعاة مشاعر تلك الشخصية التي يدور حولها الخبر.
في الساعات الأولى من صباح اليوم الأربعاء، تبادل رواد مواقع التواصل الاجتماعي خبرًا عن وفاة اللواء عبد السلام المحجوب، محافظ الإسكندرية الأسبق، لتنقله بعض البرامج الصباحية والنشرات الإخبارية على الفور، دون التأكد من مدى صحته، ليدركون خطأهم سريعًا ويحذفون آثار جريمتهم، وكأن شيئًا لم يكن.
انتشار شائعة وفاة "المحجوب" عبر وسائل الإعلام، لم تكن الواقعة الأولى، بل طالت بعض الشخصيات العامة، وعلى رأسهم الفنانين، حيث بدأت تزداد في الفترة الأخيرة، دون اتخاذ إجراءات صارمة للقضاء على تلك الأزمة، لذلك أعرب الفنان أشرف زكي، نقيب الممثلين، عن استياءه الشديد، قائلًا: "شائعات وفاة الفنانين زادت وأصبحت متفرغ لنفيها".
السعي نحو الشهرة في عالم "السوشيال ميديا"، وانتشار حسابات مزيفة بأسماء الفنانين والشخصيات العامة، دفع البعض لإطلاق أخبار كاذبة، لتقع بعض القنوات في ذلك الفخ وتنقله عبر الشاشات، الأمر الذي يسيء لسوق "الميديا"، ويساهم في اتساع الفجوة بين الإعلام والمشاهد.
يفسر الدكتور ياسر عبد العزيز، الخبير الإعلامي، تلك الأزمة، بأن الجانب السلبي لمواقع التواصل الاجتماعي وانتشار الأخبار الزائفة بدأ ينتشر بشدة في الفترة الأخيرة، فيما تكمن المشكلة الحقيقة في اعتماد بعض وسائل الإعلام التقليدية على نقل تلك الأخبار من "السوشيال ميديا".
طالب "عبد العزيز" في تصريح لـ"الوطن"، المسؤولين عن وسائل الإعلام، بعقد ورشٍ تدريبية للصحفيين والإعلاميين، من وقتٍ لآخر، خاصة بكيفية انتقاء الأخبار وعدم اللهث وراءها دون التحري من صحتها بهدف تحقيق نسب مشاهدات، الأمر الذي يُساهم في تحسين صورة الإعلام، وعدم ارتكاب أخطاء على الهواء.