جولة فى المحافظات| البحيرة.. الحياة بين بحر ونيل
البحيرة.. الحياة بين بحر ونيل
رائحة الفطائر المشبعة بالسمن البلدى تخطف الأنفاس، تحيط بالمارة على الطريق الزراعى من كل جانب، حتى تلتقى الأنظار بما تهفو إليه، نساء بالزى الفلاحى، يفترشن الطريق، وأمامهن العجائن، التى يلقين بها فى أفران حديدية، وعلى أرفف خشبية تتراص قطع الجبن القديم وعسل النحل، ومن خلفهن تظهر مساحات شاسعة من الخضار يزين المشهد، هنا مدخل قرية كفر الدوار، أولى قرى محافظة البحيرة، مترامية الأطراف، ما بين محافظة الجيزة جنوباً، والغربية غرباً، والإسكندرية شمالاً.
على شاطئ فرع رشيد تظهر قلعة قايتباى، خلفتها الدولة المملوكية، إحدى الحضارات التى نهضت بتلك المحافظة، وكانت عاصمة الشمال فى عصر الفراعنة، ومرت عليها كل الحضارات التى جاءت إلى مصر، فكانت أرضها شاهدة على تاريخ البلاد بأحداث غيرت من مسارها القديم والحديث.
هنا أرض الفلاحين، وقبلة العلماء ومسقط رأس الأئمة، هنا زراعات مترامية الأطراف، ومساجد ومآذن لا تتوقف عن النداء، وجهل وخرافات تنتشر بين الناس، هنا حرف ما زال أربابها يحافظون عليها من الاندثار، وآثار شاهدة على حضارة ولَّت، مهملة بين أكوام القمامة، ترسانات سفن تقبع على الشاطئ، وصيادون يلقون بشباكهم ينتظرون ما تجود به المياه، وفرع رشيد يحدها شرقاً فيحنو على أهلها بالخير الوفير، هنا «مرج البحرين يلتقيان»، كما ورد فى الكتاب الكريم.