كرة القدم فن لا يُجيده الكثير من اللاعبين، يحتاج مجموعة من المهارات العقلية والبدنية، وسرعة بديهة، إنسان قادرًا على التفكير فيما سيفعله قبل استلام الكرة من الزميل داخل الملعب، لاعب يكون دومًا الحل الأمثل للآخرين حينما تتعثر أمامهم السُبل.
اللاعبون الفنانون "قلة" من أبرزهم الثنائي "المصري - الإسباني"، حسام غالي، قائد الأهلي، وأندريس إنيستا، قائد برشلونة، الأول قرر اعتزال كرة القدم نهاية الموسم الجاري، والثاني جهز حقائبه لمغادرة "كامب نو" نحو الدوري الصيني.
"غالي - إنيستا"، ثنائي متشابه إلى حد كبير داخل الملعب، باختلاف شخصياتهم، كل منهما قائد يحمل هم فريقه، إلى جانب قدرتهم الفنية على ترويض كرة القدم، وتحويلها إلى أمر سهل غير معقد، فـ"السهل الممتنع" هو أسلوبهما المفضل.
يقول إنيستا: "قبل أن أستقبل الكرة أنظر حولي لأرى أي لاعب بإمكاني منحها له، يجب أن ترى ما حولك، ولا أحب أبدا تشتيت الكرة، يجب أن تضع نفسك في مساحة كافية لتمرر الكرة، وحينما تحصل على الكرة لا تراوغ أبدًا ولا تذهب بها ناحية الخصم، آخر ما تفكر فيه هو المراوغة، هكذا أحرك فريقي للأمام".
في الوقت ذاته، أعلن حسام غالي، صاحب الـ36 عامًا، عن فلسفته الخاصة في عالم كرة القدم، قائلًا: "بالنسبة لي كرة القدم تلعب على الأرض وليس للعب الكرات الطويلة".
- دموع الوداع
البكاء، كان آخر ما جمع الثنائي عند توديع جماهير فرقهما، إنيستا بكى دموع الوداع في مباراة نهائي كأس ملك إسبانيا، أمام إشبيلية، حينما فاز برشلونة بخماسية نظيفة، قبل استبداله في الدقائق الأخيرة من المباراة، لم يتمالك ابن "لاماسيا" نفسه أمام هتافات الجماهير الكتالونية العاشقة لـ"الرسام".
الأمر ذاته، تكرر اليوم مع حسام غالي في المؤتمر الصحفي الذي عقده لإعلان تفاصيل مهرجان اعتزاله، حيث قال باكيًا: "علاقتي بالأهلي لا توصف، أريد أن أشكر الأهلي على كل شيء ومن أهمها أن أنهي مسيرتي ضمن جدرانه، شكرا لمجلس الإدارة ومحمود الخطيب، وإقامة مباراة اعتزال أودع الجمهور من خلالها".
- أبناء النادي
إنيستا تعلم سحر كرة القدم في "لامسيا"، مدرسة الكرة الخاصة بنادي برشلونة، وصرح قائلا حول ذلك: "كان التعلم غريبا، استقبل الكرة مرر، ثم قل مررها لي مرة أخرى، واستقبله ومرر وهكذا".
بعد ذلك كان بيب جوارديولا لاعبا في برشلونة، وأخبر شابي قائلا: "أنت ستجعلني أتقاعد، وذلك الفتى الصغير إنيستا سيجعلنا نتقاعد جميعا".
حينما كان إنيستا عمره 18 سنة فقط، قرر لويس فان جال، المدير الفني لفريق برشلونة، تصعيد الفتى الواعد لفريقه الأول، وظهر لأول مرة في دور المجموعات بدوري أبطال أوروبا ضد كلوب براج.
بعد أعوام قليلة كان إنيستا قد نضج فعليا، وفي موسم 2004-2005 بدا الأمر واضحا، فرانك ريكارد جعله رجله في وسط الملعب، وشارك في 37 مباراة بالدوري ومعظمها كان كبديل لكنه ساهم في تتويج برشلونة بلقب الدوري المحلي الأول منذ 1999.
الأمر ذاته تجده عند حسام غالي، الذي بدأ مسيرته الكرويّة في النادي الأهلي، فقد تدرّج من ناشئي "الأهلي" إلى الفريق الأوّل، أهلته ليكون قائدًا بمعنى الكلمة، يعرف معنى "روح الفانلة الحمرا"، والقتال على البطولة، وظهر ذلك في شخصيته طوال الوقت.
تعليقات الفيسبوك