«القاهرة الجديدة» تغرق: سيارات تحت الماء و«برك» فى الشوارع
سيارات غارقة فى مياه الأمطار بالتجمع
تسببت الأمطار الغزيرة التى فاجأت مصر فى شهر الربيع، مساء أمس، فى حالة من الارتباك، خاصة على الطرق الرئيسية، وكانت أكثر المناطق تضرراً فى القاهرة، «القاهرة الجديدة وأحياء التجمع الخامس» المعروفة بحداثة مبانيها وشوارعها وبنيتها التحتية وارتفاع أسعار العقارات بها، فضلاً عن أهميتها لقربها من العاصمة الإدارية الجديدة، وعدة طرق ومحاور مرورية رئيسية تربط القاهرة بالمحافظات المجاورة.
وأثناء وبعد هطول أمطار غزيرة بمعظم أحياء القاهرة الجديدة، توقفت حركة سير المرور وتضرر بعض المبانى، وغرق سيارات فى الشوارع بسبب تجمع مساحات كبيرة من المياه فى شكل «برك»، وقال مصطفى فهمى، رئيس جهاز مدينة القاهرة الجديدة، إنه فوجئ بهطول أمطار بغزارة، وأرجع سبب ما تعرضت له «القاهرة الجديدة» من خسائر نتيجة عدم تحمل شبكات الصرف المخصصة للمدينة عن الأمطار الغزيرة التى سقطت وعجزت عن تصريفها.
بيان عاجل للحكومة: «البنية متهالكة».. ورئيس «المدينة»: شبكات الصرف لم تتحمل.. و«صبور»: مصر بدون «صرف أمطار»
وأوضح «فهمى» أن الجهاز تحرك على الفور وأرسل كافة العربات الموجودة لديه لسحب مياه الأمطار من الشوارع، خاصة التى تسببت فى وجود أزمة مرورية فى الطرق الرئيسية.
وقال المهندس حسين صبور، رئيس شركة الأهلى للتنمية العقارية، أحد أهم الاستشاريين المخططين للقاهرة الجديدة إن معظم أنحاء مصر تشهد أزمات عند هطول الأمطار، موضحاً أن كل العالم يعتمد على منظومتى صرف، الأولى خاصة بالمجارى، والثانية لصرف مياه الأمطار، مضيفاً: هذا الأمر لا يتحقق فى مصر، سوى فى مدينة الإسكندرية، التى تعانى أيضاً شبكتها الخاصة بصرف مياه الأمطار وتحتاج إلى ترميم وتجهيزات سنوية.
وتابع «صبور»: «مدينة القاهرة الجديدة، والتجمع الخامس تحديداً حدث بها ضغط كبير على منظومة الصرف الوحيدة الموجودة بها، نتيجة كمية الأمطار التى لم تتمكن شبكة الصرف من التخلص منها بشكل كامل، ومصر باعتبارها دولة نامية، لا يمكنها تحمل تكلفة وجود شبكتين صرف موجودتين بصورة متوازية»، موضحاً أن الأمطار فى مصر لا تتجاوز أياماً قليلة طوال العام، ما يراه المسئولون لا يستحق تكلفة شبكة صرف أمطار موازية بالمليارات، وفقاً لـ«صبور»، الذى اعتبر أن هذا هو السبب الرئيسى فى الضغط على الشبكات الرئيسية الخاصة بالمجارى فى القرى والمدن بما يخلق أزمات متكررة.
خسائر الأمطار، وصلت أيضاً إلى البرلمان، حيث تقدم النائب أحمد فرغلى، عضو لجنة الشئون الاقتصادية بمجلس النواب، بطلب إحاطة موجه للمهندس شريف إسماعيل، رئيس الوزراء، بسبب ما وصفه بـ«حالة فوضى» ضربت شوارع الجمهورية، أمس، نتيجة أمطار غزيرة ضربت المحافظات وأدت لارتفاع منسوب المياه وغرق السيارات ودخول المياه بالمنازل. وأضاف «فرغلى»، لـ«الوطن»: «ما حدث نتيجة الأمطار كشف عن ضعف البنية التحتية المتهالكة لشبكات الصرف الصحى والبلد غرقت فى شبر مياه».
وطالب النائب طلعت خليل، عضو لجنة الخطة والموازنة بالبرلمان، فى بيان عاجل له، وزارة المالية بزيادة الميزانية الخاصة بالصرف الصحى بموازنة العام المالى الجديد 2018/2019، خصوصاً أن هناك كوارث بها، وهو ما تسبب فى أزمة نتيجة الأمطار الغزيرة.