صور من حياة الرسول| في 20 رمضان.. فتح مكة: دخلوها بسلام
صورة أرشيفية للكعبة
العبادة والصلاة وقراءة القرآن ولقاء الصحابه.. مشاهد عدة ارتبطت في أذهان الكثيرون بحياة الرسول الكريم في رمضان المبارك، إلا أنه في الحقيقة لم يقتصر على ذلك، فمن بين الأحداث الصور الهامة المقترنة بشهر الصوم هو فتح مكة.
بعد عدة أعوام من انتشار دعوة المصطفى بربوع الأرض، ظل قلبه معلق بـ"مكة"، لذلك قرر أن يعود إليها ليس منتقما ولكن فاتحا للقلوب والعقول، لذلك ففي العام الثامن للهجرة، وتحديدا بيوم 20 رمضان، جرت غزوة استطاع المسلمون من خلالها فتح مدينة مكة وضمها إلى الدولة الإسلامية، بسبب انتهاك قبيلةَ قريشٍ بهدنةَ وصلح "الحديبية" الذي كان بينهم وأهل المدينة، وذلك بإعانتها لحلفائها من بني الدئل في الإغارة على قبيلة خزاعة، حلفاء المسلمين، وردا على ذلك، جهز الرسول جيشا قوامه آلاف المقاتلين الذين تحركوا صائمين إلى مكة، في اليوم العاشر من رمضان، بحسب بيان وزارة الأوقاف بمناسبة الاحتفال السنوي بالفتح.
وخلال اتجاه الرسول الكريم إلى مكة، ألتقى بعمه العباس بن عبد المطلب، الذي خرج بأهله مهاجرا، في "مر الظهران"، الذي علم باتجاههم إلى مكة، ليركب العباس بغلة المصطفى البيضاء، ويبحث عن أحد يبلغ قريش لكي تطلب الأمان من الرسول قبل أن يدخلها، وفي ذلك الوقت كان أبو سفيان قد خرج يتجسس الأخبار فلقيه العباس فنصحه بأن يأتي معه ليطلب له الأمان، ولما دخلا على رسول الله صلى الله عليه وسلم قال له: "ويحك يا أبا سفيان ، ألم يأن لك أن تعلم أن لا إله إلا الله؟...ألم يأن لك أن تعلم أني رسول الله؟" ، فأسلم وشهد شهادة الحق، وفقا لكتاب السيرة النبوية لعبدالملك بن هشام.
وتابع الكتاب، فيما يخص فتح مكة، أنه فيما سارع أبو سفيان صارخا بأعلى صوته: "يا معشر قريش هذا محمد قد جاءكم بما لا قبل لكم به، فمن دخل دار أبي سفيان فهو آمن، فقالوا: قاتلك الله وما تغني عنا دارك؟ قال: ومن أغلق عليه بابه فهو آمن، ومن دخل المسجد فهو آمن، فتفرّق الناس إلى دورهم وإلى المسجد، وتجمع سفهاء قريش وأوباشها مع عكرمة بن أبي جهل، و صفوان بن أمية، و سهيل بن عمرو لمقاتلة المسلمين".
وضع الرسول الكريم خطة حكيمة لدخول مكة، حيث وزع الجيش، فأمر خالد بن الوليد ومن معه أن يدخلها من أسفلها، وفرقة الزبير بن العوام أن يدخلوها من أعلاها، بينما فرقة أبا عبيدة أن يأخذ بطن الوادي، وبعد واقعة "أبو سفيان" دخلت قوات المسلمين مكةَ من جهاتها في آن واحد، دون مقاومة.
"الفتح العظيم".. هو الاسم أيضا الذي أطلق على تلك الواقعة، فبعد أن دخلها الرسول محمد واطمأن الناس، طاف بالكعبة وطعن الأصنام التي كانت حولها بقوس كان معه، مرددا: "جَاءَ الْحَقُّ وَزَهَقَ الْبَاطِلُ إِنَّ الْبَاطِلَ كَانَ زَهُوقًا، وجَاءَ الْحَقُّ وَمَا يُبْدِئُ الْبَاطِلُ وَمَا يُعِيدُ"، ثم أمر بتكسير الصور والتماثيل المحيطة بالكعبة، ولما حانت الصلاة، أمر النبي مؤذنه بلال بن رباح أن يصعد فيؤذن من على الكعبة، عقب ذلك أعتنق الكثير من أهل مكة الإسلام، منهم سيد قريش وكنانة أبو سفيان بن حرب، وزوجتُه هند بنت عتبة، وعكرمة بن أبي جهل، وسهيل بن عمرو، وصفوان بن أمية، وأبو قحافة والد أبي بكر الصديق، وغيرُهم، وهو ما ظهر في سورة النصر بالقرآن الكريم والتي تؤكد أن الناس دخلوا في دين الله أفواجا بذلك الوقت، بحسب الأوقاف.