نادية الدكرورى تكتب: السر
نادية الدكرورى
لم يغِب عن ناظرى ابتسامته وهو يقول: «فيه جورنال جديد اسمه «الوطن» هيطلع لازم تروحيه وأنا واثق إنك هتكسرى فيه الدنيا»، وافقت على مضض لأنها المرة الوحيدة التى أعمل بها بعيداً عن جواره.. فى تمام العاشرة صباحاً كنت أتلهف مكالمته الصباحية التى كان يبتدئها بأجمل «صباح الفل» يعقبها سؤاله الأهم: رُحتى الجورنال ولا لسه.. وبمجرد أن يعلم بأنى فى الطريق كان يوجه لى لوماً شديداً على تأخرى فى الوصول للجريدة إلى أن أصبحت اليوم أحرص على دخول بوابة «الوطن» فى الثامنة صباحاً.. كنت أتذوق طعم الفرحة يومياً عندما أسأله: «قريت موضوعى النهارده».. وكان رده بعد ضحكة قصيرة: «أيوه طبعاً ما انتى عارفة إنى بقرأ الجرائد كلها من بالليل وعارفة رأيى كويس بس أنا منتظر منك الأحسن». رحل هو.. وتركنى.. تركنى أشتَم رائحة رغبته فى بقائى فى «الوطن».. أتخيل فرحة عينيه وهو يقرأ ما أكتبه يومياً.. أشاهد ابتسامته كل صباح ترحب بمجيئى إليها فتزيدنى إصراراً على البقاء والعمل.. أدركت لماذا أصر زوجى الراحل الكاتب الصحفى خالد السرجانى على بقائى فيها.. «الوطن» جعلتنى صوتاً لمن لا صوت له.. قلماً يعزف على أوتار تُسمع صوتها للجميع.. ألتقى بالفرحة التى ظننت أننى سأفارقها للأبد.. كل سنة و«الوطن» هى بيتى.. وأهلى.. وأحبابى.. وصحبتى.