محمد أبوضيف يكتب: سنوات التجربة
محمد أبوضيف
فى البدء كان الموقع الإلكترونى، كان الأمر فى البداية مغامرة، لم يتبقّ على ارتداء البدلة العسكرية سوى شهور، ورغم ذلك استجبت لدعوة صديقتى «ياسمين» للقاء المسئولين عن الموقع الإلكترونى للجريدة الوليدة، بعدما أنهيت تجربتى الأولى فى موقع «مصراوى».
كان لدىّ شغف مزاملة مَن رفعوا «المصرى اليوم» بغير عمد، رفعوها لمرتبة الصفوة، وكانت فكرة الوجود بين أولئك فرصة لن أفوتها حتى لو كانت مجرد ساعات وليس شهوراً، هاتفنى هيثم دبور، كنت أحفظ اسمه من بعض كتاباته فى «المصرى اليوم».
بدأ الأمر هادئاً، لم يفوت أحمد عطية اليوم الأول، وزج بى إلى الشارع للعمل على قصص صحفية لم يكتب لها أن ترى النور، ما زلت أحتفظ بنصائحه بعد أول يوم عمل: «مفيش شغل بدون خطة، حتى لو خطة وهمية.. مينفعش ننزل زى الأرزقية؛ إحنا صحفيين»، لم أرَ قبله أو بعده مديراً يأتى بى إلى جواره ويتناقش معى فى طريقة الكتابة وكيفية تطويرها، فى اللغة وأهميتها، فى متابعة تطور الصحافة فى الخارج، بأن التدريب والتعلم لا يتوقف فى تلك المهنة ما دمت حياً، فى كيفية أن نقدم مادة محترمة تحترم القارئ وعقله، ترك الموقع ليكمل دراسته بالخارج، ولم يتركنى فى الهواء بل قال لى بضع كلمات: «اقرأ لفلان وفلان وفلان.. تابع كتابة فلان»، ومن وقتها وأصبحت كل تلك الكتابات لى مرشداً ومعلماً.
كنت أتابع باستمرار عمل قسم التحقيقات، إبداع أحمد منعم فيما يكتبه من بروفايل بشكل يومى، اختراقات وتحقيقات الخطر التى يجريها بكل هدوء عبدالوهاب عليوة، ومقدمات الأستاذة سماح عبدالعاطى البديعة، وقفت أمام نفسى، راجعت ما أنجزته، لم أجد ما أفخر به أو يُشعرنى بالرضا، تركت «ماكينة الإدارة» وطلبت العودة لصفوف المحررين خارج الموقع الإلكترونى بالجريدة، وهو ما استجاب له الأستاذ مجدى الجلاد.
دخلت قسم التحقيقات وتعلمت الكثير وأنتجت الكثير وما زال التعلم مستمراً والإنتاج مستمراً.