محمد يحيى يكتب: كل حاجة حلوة
محمد يحيى
عندما كنا طلاباً فى الجامعة، دائماً ما كنا نسمع عن منح الفرص للشباب، لكن كنا نعتبر ذلك مجرد شعارات رنانة، خصوصاً مع الطاقة السلبية التى كان يحاول البعض ممن سبقونا إلى مهنة الصحافة بثها، عن ضرورة إيجاد واسطة، أو أن تتمتع بمهارات من النفاق حتى تحجز لك مكاناً فى بلاط صاحبة الجلالة.
ولكن على العكس فعندما ذهبت للتدريب الصيفى وجدت كل الترحيب فى جريدة «المصرى اليوم»، وكان أحد من أسهموا فى قبول تدريبى بالجريدة هو الأستاذ محمود مسلم، مدير تحرير «المصرى اليوم» وقتها، ورئيس تحرير «الوطن» حالياً، وعلى الفور اخترت قسم الرياضة لكونى كنت لاعباً فى المنتخب الوطنى للمصارعة ومشجع درجة ثالثة فى كرة القدم، ووجدت كل الدعم من زملاء أعزاء حيث كان عمرى وقتها 18 عاماً فقط، حصلت منهم جميعاً على الخبرة، وهو أمر لا يقدر بثمن، إلا أن تلقيت عرضاً للانتقال إلى «الوطن»، ما هى الوطن حتى أنتقل إليها؟ هى جريدة لم تنشأ من الأساس، لم آخذ وقتاً طويلاً للتفكير واتخذت القرار مستنداً على وجود اسمين لامعين، فعلى رأس الجريدة الأستاذ مجدى الجلاد الذى كان رئيساً لتحرير «المصرى اليوم»، أيضاً قبل أن يرحل لتأسيس «الوطن»، فضلاً عن أخى الأكبر إيهاب الخطيب، الذى كنا وما زلنا نعمل على قلب رجل واحد.
تجربة الرحيل عن «المصرى اليوم» لـ«الوطن» كانت صعبة على شاب فى الـ24 من عمره، لكن مقولة «فاز باللذات كل مغامر» كانت مسيطرة على تفكيرى وقتها.
ست سنوات مرت على مساهمتى الصغيرة فى صرح كبير بحجم «الوطن» تعلمت فيه الكثير، وتدرجت حتى وصلت لمنصب رئيس القسم الرياضى، بفضل دعوات أبى وأمى، حيث كانت نظرة الفخر فى عينى أبى حافزاً للاستمرار، ودعوات أمى الوقود الذى يحركنى للأمام، وثقة المديرين الذين عملت تحت أيديهم، فإيهاب الخطيب لا يتعامل كمدير تحرير للجريدة على الإطلاق وإنما كأخ للجميع، ويسمح لأى شاب بأن يعبر عن رأيه، ومحمود مسلم رئيس تحرير بدرجة مشجع، يعطيك مساحة حرية للتعبير عما بداخلك ويجبرك على الإبداع الذى يسعدك فى النهاية ويجعله راضياً عن الأعمال المنشورة فى الجريدة.
أما عن المعارك فحدث ولا حرج، فقد دخلنا فى «الوطن» معركة مستمرة حتى الآن، لأننا لا نخاف من كشف أى حقيقة أو خطأ، وهو ما تجلى فى الصراع مع رئيس نادى الزمالك، وهو ليس صراعاً شخصياً، إنما من أجل كيان كبير ومؤسسة بحجم نادى الزمالك، ضد تصرفات مرتضى منصور، حتى إن نيابة الأموال العامة تحقق حالياً فى شبهات المخالفات، وهو ما يثبت صحة الموقف الذى اتخذته الجريدة، والأهم أن «الوطن» لم تضع أى محاذير ولم يحدث أى توجيه سواء إيجابى أو سلبى، وتعلق الأمر كلياً بالمهنية.
«الوطن» أصبحت جزءاً لا يتجزأ منى، فلِمَ لا وهى التى التقيت فيها بحب عمرى وزوجتى التى تعرفت عليها فى العام الأول لـ«الوطن»، وكانت فاتحة الخير أمامى، فحصدت خلالها عدداً من الجوائز، ففزت بجائزة رابطة النقاد الرياضيين فى فرع المقال الصحفى، وشهادة تقدير من نقابة الصحفيين فى فرع الصحافة الرياضية، وشهادة تقدير فى جائزة مصطفى وعلى أمين فى فرع الصحافة الرياضية أيضاً.
دامت «الوطن» صرحاً نحبه ونعيش فيه، ودام شعارها رمزاً لنا: «الوطن قوته فى ناسه».