أزمات المتقدمين لـ«تكافل وكرامة»: «جارى البحث من سنة فاتت»
«محمد»
فى مثل هذا الشهر من العام الماضى، ذهبت «مروة» وبحوزتها جميع الأوراق اللازمة للتقديم فى مشروع «تكافل وكرامة»، بغية الحصول على معاش شهرى يُخفّف حمل زوجها «عامل اليومية»، ويعينهما على تربية أبنائهما الأربعة.. لم تغادر مكتب الشئون إلا بعد التأكد من أنها مطابقة للشروط، انتظرت على أمل صرف المبلغ بعد معاينة مسكنهم، لكنه تأخر عن موعده، عادت تسأل من جديد وفى كل مرة كانت تسمع جملة واحدة «جارى البحث» لم تفهم سبباً للتأخر حتى نفد صبرها، خصوصاً بعد صرف المعاش لأسر أفضل منها حالاً وتليها فى أسبقية التقدّم للمعاش، مما زاد من إحباطها وإحساسها بخيبة الأمل «باروح كل يومين أسال، بس مش حاسيين بالظروف»، من أبريل وحتى ديسمبر الماضى لم تكف عن السؤال حتى طلب منها أحد الموظفين عمل تظلم: «عايزة أعرف أنا مرفوضة، ولا أقدم الورق من الأول، ولا أعمل إيه».
«محمد»: «فيه ناس مش محتاجة صرفت»
سؤالها ما زال حائراً، فبعد المعاينة التى أجروها للمنزل كانت تتصوّر أنها مجرد ساعات وتصرف المعاش المقرّر، لكن يبدو أنه ليس حالها وحدها، إذ عاش محمد سعيد ظروفاً مشابهة، حين تقدّم للحصول على المعاش ومعه ما يثبت الأحقية: «متزوج وعندى 3 أبناء، وكنت شغال نقاش لحد ما جالى الانزلاق الغضروفى، ومن ساعتها وأنا فى البيت مش لاقى شغل». قبل عام أيضاً توجّه للحصول على المعاش، وأتم الأوراق المطلوبة: «قدّمت مرتين، مرة يقولوا لى الورق ماوصلش، ومرة تاه بندور عليه»، يشكو من سوء المعاملة والتمييز بين الأشخاص: «فيه ناس مقدمة فى المشروع عندها عمارات ومش محتاجة». لم تكن مشكلة «سعيد ومروة» وعشرات غيرهما كافية لإقناع مسئولى برنامج «تكافل وكرامة» بأن ثمة مشكلة، الأمر لا يزيد فى اعتقاد د. أحمد لطيف مدير العمليات فى البرنامج عن ضغط بسبب كثرة المتقدّمين «عندنا 5 ملايين أسرة.. مش هندى كل المصريين، إحنا مش فى الخليج».