كما توقعنا أصبحت سوريا مركزاً للصراع بين القوى العظمى فى العالم فى سباق محموم على فرض النفوذ على الأرض بالاعتداء العسكرى من تركيا واحتلال عفرين ومناطق من شمال سوريا أو بالقواعد العسكرية الروسية أو بالضربة الجوية الأمريكية البريطانية الفرنسية على منطقة دوما أو بنفوذ الميليشيات المسلحة المدعومة من إيران وتلك الجماعات الإرهابية الداعشية المدعومة من بعض الدول العربية والغربية ويزداد الصراع سخونة بالتحركات البحرية لقطع الأسطول الصينى والأساطيل الأوروبية التى زاد عددها على 127 قطعة عسكرية بحرية أمام شواطئ سوريا وفى شمال المتوسط.
ولأول مرة منذ الحرب العالمية الثانية يصبح العمل الدبلوماسى مقروناً بالعمل العسكرى المباشر.. وأصبحت الأحداث المتلاحقة بسوريا أحياناً أشبه بالقطار السريع المندفع بالعالم لحرب عالمية جديدة، وفى أحيان أخرى أشبه بمزاد علنى لاقتسام الغنائم بين تجار كبار.
ويبدو الشعب السورى من المدنيين المسالمين فى أبشع حالات الاستغلال والاستنزاف والقهر.. فهو مقتول ومحاصر من الجميع ومشرد بالملايين فى الداخل والخارج ونحو 3 ملايين من أطفاله محرومون من التعليم، والحكومة تصر على البقاء، والمعارضة باعت نفسها لمن يدفع، والجيش السورى يقاتل ببسالة.
وما زال مقعد سوريا معلقاً فى جامعة الدول العربية، واختلاف حكام العرب حول الرئيس بشار الأسد يتصاعد بلا هوادة.. وانتقلت الحالة إلى عواصم الدول التى لم تدخل الصراع، فأصبحنا نرى تناقضات فى مواقفها.. فهم يبدون حزنهم على حالة الشعب السورى ولا يضغطون لمنع استمرار المآسى المحزنة..
ونرى الأمل فى تنفيذ المعلن من سياسات دول العالم، التى تجمع، رغم اختلاف مواقفها «أن الحل فى سوريا سياسى»، وهو ما يتطلب وقفاً كاملاً للعمليات العسكرية وانسحاب المحتل التركى وتصفية ميليشيات الإرهابيين الدواعش وتدعيم قوة الحكومة السورية التى حالياً تسيطر على ما يزيد على 80% من أراضى سوريا وإجراء انتخابات رئاسية وبرلمانية تحت إشراف الأمم المتحدة ومنع جماعى لكل أشكال القتال..
ونثق فى أن سوريا ستنتصر.. على سوريا السلام.. والله غالب.