رزق عبدالمنعم يكتب: تجربة العمر
رزق عبدالمنعم
منذ أن دخلت حقل «التدقيق اللغوى»، وأنا أحلم بالعمل بجريدة مصرية خالصة، مصرية فى توجّهها، مصرية فى أفكارها، فى تمويلها، لا فضل لأحد عليها سوى أبنائها المصريين.
كانت «الوطن» وكان كل ما أرجوه، ما زلتُ أذكر انتقالى إلى تلك القلعة، التى وُلدت عملاقة مع أول أعدادها، وسرعة انتشارها، وانبهار الجميع بأرقام توزيعها فى سوق الصحافة، التى لا يثبت فيها إلا أصحاب الأقدام الراسخة فى عالم ملىء بالصراعات، وأصحاب «السبق والخبطات» هم مَن يستمرون، فنسمع بين الحين والآخر عن تجارب صحفية لم يُكتب لها النجاح، بعدما أحدثت ضجيجاً، لكنه لا يتعدّى كونه ضجيجاً.
عملت فى قسم «التدقيق اللغوى» لمدة 6 سنوات -وما زلت- تعلمت فيها الكثير، وأدركت أن التدقيق ليس مجرد مادة علمية وقواعد نحوية، بل هو مهارة وفن، وسرعة فى الأداء، مع الالتزام بالخط التحريرى للجريدة دون تكلّف أو جمود، مع مواكبة لغة العصر، وتطور الأساليب اللغوية والاشتقاقات الحديثة لألفاظ لم يستخدمها القدماء.
فى «الوطن» تعرّفت على أشخاص لم أكن لأتعرف عليهم لولا أننى كنتُ وما زلت أحد أبناء «الوطن» مَن أول يوم لصدورها.
وفى النهاية أتقدم بالتهنئة لأسرة تحرير «الوطن» على هذا العطاء الذى لا ينضب، وهذا الصرح العملاق الذى شُيّد بالكثير من التضحيات والتعب والسهر.
شكراً لرئيس التحرير الأستاذ محمود مسلم، الذى لا يدخر وُسعاً فى رفع همّتنا وتطوير أنفسنا.. شكراً للمبدع الدكتور أحمد محمود، المدير الفنى، الذى يبهرنى فى كل عدد بطريقة جديدة وشكل مميز.
شكراً لرئيس قسم التدقيق اللغوى (المحترف) الأستاذ أشرف عبدالهادى، الذى علّمنى كيف يكون التدقيق اللغوى فى بلاط صاحبة الجلالة.