رنا على تكتب: رقم الحظ ٦
رنا على
٦ سنوات مرت كلمح البصر منذ أن أجريت مقابلتى الأولى فى مبنى جريدة «الوطن» أذكر حينها لحظة لقائى بزميلتى رحاب لؤى أول شخصية من أصل ٦ شخصيات تعلمت منهم دروس حياتى الستة داخل المقر، الذى لم يكن الغرض من التحاقى به كسب الرزق أو الشهرة، لكنه كان الوعاء الذى امتلأ بأناس ومواقف فريدة من نوعها لن تتكرر مطلقاً، وأحد هذه المواقف كانت «روبى» كما اعتدت أن أناديها بطلته؛ أذكر يوم أن قلت لها إنها باتت صديقتى الصدوقة، وذلك بعد أسبوع واحد فقط من عملى، متوقعة منها أن تبادلنى نفس الشعور، لكنها كانت حازمة فى ردها «كلمة صديقة كبيرة جداً احنا زملاء عشان نبقى صحاب محتاجين وقت»، لا أنكر شعورى بخيبة الأمل حينها لكننى اليوم استطعت أن أكتسب صداقتها بعدما اختارت أن تسمى إحدى صورنا النادرة بعبارة «صاحبى اللى كتفه فى كتفى».. نعم كان هذا أول دروسى وأهمها فى «الوطن»، وهو ألا أمنح صداقتى بسهولة لكن لا بد أن أعطيها لمن عافر كى يكتسبها؛ شيماء جلهوم، أحمد الشمسى، أحمد الليثى، ماهر أبوعقيل، وأخيراً محمود الجارحى زميلى وزوجى وصديقى، هؤلاء هم الخمسة المتممين لشخصياتى الستة، بعضهم رحل وترك المكان ولم نعد نلتقى وبعضهم ما زال على اتصال بى وبالمكان، أما سادسهم فكان الجارحى «الحوادثجى الشاطر» الذى حرصت أن أتعلم منه خلال سنوات زواجنا باقى دروس حياتى الستة، وهى التضحية، العطاء، الاجتهاد، الكرم ومساعدة الآخرين، هكذا أصبح رقم ٦ «تميمة الحظ» التى أهدانى إياها «الوطن» دون أن يدرى، وفى كل مرة أقرر التخلى عن لقب «سترونج اندبنتنت وومن» وأتقدم باستقالتى تستوقفنى سنينى الـ٦ بما فيها من ذكريات وقهقهات ملأت أرجاء المكان، حتى بكاء لحظات الوداع كان أيضاً لحظة فارقة افتتحها مؤسس الجريدة الأول الصحفى المميز والأب الروحى مجدى الجلاد الذى أكن له كل الحب والاحترام، وأفخر بأن الأستاذ محمود مسلم رئيس تحرير جريدة «الوطن» هو من تسلم الراية من بعده وظل «وطننا» الصغير بفضل إدارته ثابتاً على أرض صلبة يحصد أبناؤه جوائز «صاحبة الجلالة» العربية والمحلية.. وأخيراً استطعت بفضل سنواتى الست التى اختبرت خلالها العمل الصحفى فى الطابق رقم ٦ بقسم الشأن الخارجى والدبلوماسى حالياً والفيتشر والموقع الإلكترونى سابقاً، أن أفتخر بشعار جريدتى كلما رددته «كل عام والوطن قوته فى ناسه».