منى السداوى تكتب: 6 سنوات هى الحياة
منى السداوى
كأى فتاة تنتظر عودة والدها من العمل لتستقبله بفرحة رجوعه منتظرة «الحاجة الحلوة» المعتادة عليها من والدها، استقبلت أبى فور دخوله قال لى: «سعيد كان عندى النهارده فى الشغل وحدد لك ميعاد مع هيثم دبور عشان تدربى فى «الوطن»، انت بتهزر أكيد يا حج»، وحتى إن جاء ميعادى وخطوت خطوتى الأولى، ما زلت أتذكر لحظات الانبهار التى عشتها حينما رأيت مدخل الجريدة وجدرانه المزينة بلوحات عمالقة الصحافة «محمد حسنين هيكل، ومصطفى أمين»، ولسان حالى «ربنا يستر».
دخلت «الوطن» استقبلتنى غادة على، مسئول قسم المرأة آنذاك، تسلمتنى «بفتة بيضة»، علمتنى أصول وأساسيات المهنة، وفى تلك الفترة كنت مخطوبة أعيش مع أصدقائى وزملائى بالجريدة الحلوة والمرة، كنا وما زلنا نتعامل مع بعض كأخوة، انطبق علينا مفهوم «الداخل بينا مفقود».
كأى عمل به المشاكل ولكن علاقة بين الناس بداخل جدران «الوطن» كانت أقوى من أى شىء، تمسكنا بعضنا البعض كان يؤكد أن «قوته فى ناسه» حقيقة بالفعل.
كانت أولى سنوات «الوطن» محاطة بالاعتصامات والمظاهرات والحشود وغضب الألتراس ومشاكل الإخوان، لكننا «خلية النحل» التى تعمل لإظهار ما تخفيه الكثير من وسائل الإعلام.
ما زلت أتذكر مسيرات يوم الجمعة، والتفاف جماعة الإخوان حول مقر الجريدة حتى أصبح جسدى يخشى ويدخل فى نوبة الفوبيا من سماع صوت «الموتوسيكلات»، بسبب الجرائم التى انتشرت فى ذلك الوقت بواسطتها، لكن سرعان ما كانت تزول من التفافنا حول بعض.
تمر الأيام وتهدأ أمور البلاد لأدخل فى مرحلة جديدة وهى زواجى، وكانت هديتى التى قدمتها لى الأستاذة فاطمة أبوحطب، رئيس قسم المرأة آنذاك، وهى تعيينى رسمياً بالجريدة مع صديقتىّ أروا الشوربجى وساره سعيد، اللتين أصبحتا شقيقتين لى، ما زالت مراحل السعادة متتالية بتجهيز أرشيفى للالتحاق بنقابة الصحفيين، لأنتقل من مرحلة «الشحططة» للثبات والوقوف على أرض صلبة.
وما بين مرحلة تحت التمرين للمشتغلين، جاء الخبر الأسعد لقلبى، وهو حملى بطفلى الأول، ومجىء «زيدان».
أما أبنى الثانى الذى حملت فيه ولم أستطع التخلى عنه هو موقع «هن»، وهو جزء لا يتجزأ من «الوطن» فأتعامل معه كـ«زيدان» حيث أسعى لأن يكون بأحسن شكل وأجود قيمة، ومميزاً عن العالم كله، ساعدنى فى ذلك الأستاذة فاطمة أبوحطب وأكملت المسيرة بعدها مديرته الحالية هدى رشوان، بعد أن أخبرتنا بخطتها للنهوض به جعلنى أشعر بالطمأنينة أكثر.