منة عبده تكتب: «أنا أصغر واحدة فى ناسه»
منة عبده
لم تكن مهنة «الصحافة» حلماً لى منذ صغرى، فكان حلمى الكبير أن أصبح «دكتورة»، درست بالثانوية العامة وتخصصت فى شعبة «علمى علوم» لكى أصل إلى حلمى، ليفاجئنى القدر بعدم حصولى على المجموع الذى يمكننى من الالتحاق بكلية الطب، حينها تملكنى اليأس، وزاد حين التحاقى بكلية الآداب جامعة عين شمس، وفى مرة من المرات التى كنت أذهب فيها إلى الجامعة للتعرف على الأوراق المطلوبة للالتحاق، صادفت فتاة وتحدثت معى عن قسم «الإعلام» الموجود بأقسام كلية الآداب، لم أفكر لحظة وكتبت أولى رغباتى قسم «الإعلام»، حيث كانت بالنسبة لى «أحسن الوحشين».. التحقت بالفعل بقسم الإعلام، وبعد مرور أقل من شهرين فى الجامعة، تحديداً يوم 28 نوفمبر 2016، اصطحبنى «خالى» للتدريب بقسم التحقيقات فى جريدة «الوطن»، تملكنى حين دخولى من بوابة الجريدة للوهلة الأولى شعور بالانبهار والخوف فى نفس الوقت، فهو بالنسبة لى عالم كبير لا أفقه فيه شيئاً، وكنت على يقين أنى لن أستمر كثيراً فى هذا المكان، كان أول لقاء لى بالجريدة، مع الأستاذة الفاضلة سماح عبدالعاطى، رئيسة قسم التحقيقات، التى تعلمت منها الكثير والكثير، علمتنى كيف أقرأ جيداً لكى أكتب جيداً، ساندتنى لكى أبقى فى هذا المكان حتى الآن، بجانب ذلك أستاذتىّ اللتان تعلمت منهما الكثير وأخذت بنصائحهما المستمرة، الأستاذة دارين فرغلى، والأستاذة مروى ياسين، مرت الأيام سريعاً داخل «الوطن» تعاملت مع أفراد كثيرة وتعلمت منهم الكثير، وكان الفخر لى عندما دعانى الأستاذ محمود مسلم، رئيس تحرير جريدة «الوطن» إلى مكتبه، لكى يعطينى من نصائحه وعلمه الكبير كيفية تطوير كتابتى الصحفية وتنميتها، وفى نهاية الحوار أعطانى «شوكولاته» تدعيماً منه لمجهودى.. أثار هذا اللقاء شعورى بالفرح لأنها كانت للمرة الأولى أن يحدث حوار بينى وبين الأستاذ «مسلم» وعلم فيها باسمى، كما شعرت بالمسئولية أيضاً فى تحقيق ما نصحنى به الأستاذ «مسلم» والتطوير بنفسى.. تجربتى فى «الوطن» علمتنى الكثير ومستمرة فى التعلم منها ولم أنس للحظة واحدة أنها كانت وما زالت المحطة الأولى لى فى عالم «الصحافة».