الإسكندرية تحتضن «الجريج القدامى».. ما أحلى العودة للجذور
«كابنولا» تزور قبرى والدها وجدها اللذين دفنا فى المقابر اليونانية بالإسكندرية
بنظرات مليئة بالحب والذكريات، وعلى نغمات الأغانى المصرية واليونانية، تجول اليونانيون داخل الجمعية اليونانية، وفى شوارع الإسكندرية، أمس، فى محاولة منهم للعودة لحياتهم القديمة وذكريات الطفولة التى عاشوها فى المحافظة، وسط أجواء من الفرحة والسعادة، شهدتها المدرسة اليونانية «إيفرون»، بمنطقة الشاطبى، حيث زارها اليونانيون وجلسوا داخل فصولهم القديمة وسط الطلاب الصغار الجدد، وغنوا معاً فى غرفة الموسيقى الأغانى اليونانية وزاروا المسرح الخاص بالمدرسة الذى ما زال يحتفظ بمعالمه القديمة.
على الرغم من كبر سنه ووصول عمره إلى 60 عاماً، فإن طاقة الشباب عادت إليه حينما دخل فصله بمدرسة «إيفرون اليونانية للبنين»، وأخرج «التاب» الخاص به ليتفحص صورته أثناء دراسته بالمدرسة داخل هذا الفصل منذ عام 1959، هكذا تذكر اليونانى «فاسيلى فاجى»، الذى وُلد وعاش فى مدينة الإسكندرية لمدة 21 سنة ثم رحل عنها، ذكرياته الجميلة، شارحاً للتلاميذ تفاصيل صغيرة حدثت له أثناء دراسته بالمدرسة.
فاسيلى فاجى، قرر زيارة بيته القديم فى منطقة الإبراهيمية والصعود فوق السطح لرؤية «برج الحمام» الذى كان يربيه منذ عقود طويلة، وقال، لـ«الوطن»، إنه أنهى تعليمه بالإسكندرية عام 1960، وأن والده وُلد فى المنصورة وجده ولد فى اليونان، مضيفاً أنه «عمل فى الإذاعة اليونانية بعد سفره، وعلى الرغم من الحياة فى اليونان وألمانيا فإنه يعتبر أن الإسكندرية هى بلده الحقيقى».
«فاسيلى» تفقد مدرسته.. و«بولا» زارت قبرَى جدها ووالدها.. و«مارى كافلتى»: «بيتى فى العطارين وأحلى حاجة فى إسكندرية الناس».. و«كابنولا»: أفكر فى العودة للحياة فى مصر
أما «مارى كافلتى»، التى وُلدت وأنهت دراستها فى الإسكندرية، وتركتها فى عمر 23 سنة، فتقول: «أحب مصر وأتيت لأقول شكراً للرئيس عبدالفتاح السيسى لاهتمامه بنا، بيتى فى منطقة العطارين، وأكثر ما أحبه فى الإسكندرية هو الناس لأنهم الأمان والضمان». وداخل المقابر اليونانية فى الشاطبى، وقفت «بولا كابنولا»، التى جاءت إلى الإسكندرية خصيصاً لزيارة قبرى والدها وجدها اللذين دُفنا فى المقابر اليونانية، والتقطت صوراً تذكارية لمقبرة جدها هى وأبناؤها وشقيقتها، وقالت «بولا»: «إن والديها وأجدادها كانا يعيشان فى الإسكندرية، ودُفنا فى المقابر اليونانية، وولدت فى الإسكندرية ولكنها رحلت عنها صغيرة ولا تتذكر أى ملامح للمدينة»، وعبرت عن سعادتها لزيارة الإسكندرية وزيارة والدها وجدودها فى مقابرهم، مؤكدة أنها لأول مرة تزور الإسكندرية وتتعرف عليها عن قرب، وأن ما يحزنها فقط هو عدم تعلمها اللغة العربية.
بيانو وضحكة وفرحة لليونانيين فى الإسكندرية
«فاسيلى» يزور مدرسته ويجلس وسط الطلاب الجدد