ماريان سعيد تكتب: وطن الشغف.. لا الإحباط
ماريان سعيد
في اعتقادي: الشغف هو ديمومة الدهشة الأولى رغم التكرار، أن تحتفظ بباكورة مشاعرك، ألا تثنيك العقبات عن استمتاعك بالتفاصيل، أما الانتماء هو تحولنا لأوطان تحتوي بعضها البعض وكأننا كيان واحد، وهما شعوران دائمان داخلي كلما بدأ يوم جديد في جريدة "الوطن".
في البدء كان الحلم، ثم جاء نجم ليرشدني لبلاط صاحبة الجلالة، لكنه تركني في تيه المؤسسات حتى رست مركبي في مراسي "الوطن"، فانتميت إلى هنا في اللحظة الأولى لوصولي، وكلما تماديت شعرت بشغف البدايات، ربما هناك سحر ما في هواء الجريدة يجعلك تجدد شغفك رغم كل محاولات الإحباط المحيطة بالحياة والمهنة. أعوام تمر يتغير كل شيء حولي "الاستايل بوك" و"المحررون" و"القيادات" حتى "المقر" نفسه لكن شغفي بالمكان مستمر، تتغير مهامي وتزيد مسؤولياتي لكن داخلي نفس المحررة التي تسعى لتأدية عملها على أكمل وجه وكأنني في كل لحظة أسعى لتقديم نفسي للعمل هنا.
منذ عام واحد كتبت عن تأشيرة دخولي "الوطن" كتبت عن "27 دقيقة" ضمنت نقطة انطلاقي واليوم أكتب في عشق كل دقيقة عشتها على قيد الشغف في "وطني الصغير" على كل دقيقة مثلت خطوة مهمة في طريقي، تفاخرت كثيرا بمؤسستي لما تقدمه من دعم وتدريب لكل المنتمين لها، وكونها مدرسة صحفية مستقلة بذاتها لها أسلوبها ومذاقها الخاص، لكن رغم كل ذلك وقفت أمام موقف بسيط لرئيس التحرير الأستاذ محمود مسلم، وجدت فيه تلخيص لمعنى "الوطن" فحين كنت مسؤولة عن تنسيق عمل "معرض الكتاب" تكرر خطأ تحريري لإحدى المتدربات على مجموعة "واتس آب" الخاصة بالفريق لم يوبخها بل دعاها والمسؤولة عن تدربيها لمكتبه ليعلمها أصول الكتابة بنفسه، أجزم أن هذا الموقف لن ينسى، الأمر لا علاقة له بالتملق إنما القدوة، درس يلخص لماذا نحن "الوطن".
وبعد أكثر من 4 أعوام في أروقتها علمتني "الوطن" أن الحياة بها نوعيات عدة من البشر، فهناك من لا يعرف سوى الهدم والتقليل من أحلام الآخرين وإحباطهم، لكنهم مهما كثروا قلة تنتهي بانتهاء أدوراها، وهناك أيضا نجوم تسطع وتجذب كواكبها، وأساتذة تخلد أسماؤهم، وأقلام تعرف جيدا كيف تكون "قوى ناعمة" في مواجهة تحديات الوطن الأم، وبقدر ما تعلمت أيقنت أيضا مادمت أنا على قيد الشغف لا مجال للمحبطين.