خالد الغويط يكتب: لا تعرف الواسطة
خالد الغويط
بدأت حلم الكتابة الصحفية وأنا طالب فى الثانوية العامة فأسست مجلة بمركز العسيرات لمناقشة هموم وأوجاع الناس ولم تستمر التجربة طويلاً لعدم وجود موارد لتمويل المجلة وفى المرحلة الجامعية عملت فى عدة صحف أسبوعية وبعد التخرج راودنى الحلم للسفر خارج البلاد وكانت وجهتى للمملكة العربية السعودية ورغم عملى فى مجال الحسابات إلا أننى كنت أعمل فى عدد من المجلات خارج أوقات الدوام لكن الكتابة فى الصحافة المصرية لها مذاق خاص ونكهة لا يعرفها إلا من عمل بعيداً عنها، ولا يمكن لى أن أبدأ يومى فى العمل إلا بتصفح المواقع الإلكترونية لمتابعة ما يتم نشره داخل مصر. ومع انتهاء عملى فى السعودية والعودة لبلدى سنحت لى الفرصة فى منتصف عام 2013 عندما رشحنى الصديق طيب الأصل عمر حسانين، نائب رئيس تحرير «المصرى اليوم»، للكتابة فى جريدة «الوطن» وأبلغنى أن الجريدة بحاجة لمراسل فى سوهاج، وعندما قابلت أسامة خالد، رئيس قسم المحافظات، وصلاح البلك، نائب رئيس القسم، اكتشفت أننى أتعامل مع أشخاص من الزمن الجميل زمن الطيبة والأصل والمعدن الطيب، لكن الأمر لا يخلو من الضغوط وتنفيذ التكليفات بصرامة تامة لا تقبل المناقشة وكان ما يثير استغرابى أن أسامة خالد عندما يتصل يطمئن على الصحة وصحة الأولاد والعائلة بعدها يبدأ فى المحاسبة عن التقصير الذى حدث فى العمل، وعلى نقيضه صلاح البلك فهو يفضل أن يبدأ اتصاله بالمحاسبة عن العمل دون الدخول فى مقدمات وفى نهاية اليوم نتبادل الضحكات والقفشات لكن تبقى طيبته ونقاء سريرته هى المسيطرة على تصرفاته وإن كان منفعلاً. حاولت أن أسرع فى إنهاء إجراءات تعيينى فى «الوطن» وعندما قابلت رئيس التحرير، محمود مسلم، أخبرنى أن معايير التعيين هى الكفاءة والأقدمية وترشيحات رئيس القسم وهذا نظام لا يمكن له أن يخرقه أو يتخطاه، مؤكداً أنه لا يقبل بالواسطة فى هذا الأمر، وكنت سعيداً بكلمات رئيس التحرير لأنه لا يحق لى أن أتخطى غيرى فى التعيين أو العكس.
العمل فى جريدة «الوطن» له طقوس خاصة وطعم لا يعرفه إلا من سطر بيديه كلمات نشرت فى الصحيفة، دام الوطن عالياً ودامت صحيفتنا ركناً من أركانه.