بنات الصعيد يمتردن على العادات بركوب «العجل»: كونى مختلفة
أعضاء فريق «دراجو أسيوط»
فى أقصى الصعيد تمردت مجموعة من الفتيات على قيود المجتمع الصارمة، والعادات والتقاليد البالية، وقررن قيادة الدراجات بحرية تامة فى شوارع محافظة أسيوط، التجربة لم تكن سهلة على الإطلاق، وتحمل الكثير من الجرأة والشجاعة.
لمياء أحمد، أستاذ طفيليات بكلية الطب جامعة أسيوط، تهوى قيادة الدراجات منذ طفولتها، لكنها لم تكن تجرؤ على ممارسة هوايتها بعد بلوغها سن الشباب: «صعب حد يغير فكر المجتمع الصعيدى.. البنات بالنسبة لهم خط أحمر».
منذ عام اشتركت «لمياء» فى «جروب» لقيادة الدراجات فى المحافظة يسمى «دراجو أسيوط»، وتحمست للفكرة، خاصة أنها تخطت الثلاثين من العمر، وتحلم بخوض تجربة تخرج بها طاقاتها: «الجروب بيضم محبى الدراجات من الجنسين، ومشاركة الفتيات كانت كبيرة ومفاجئة بالنسبى لى».
«لمياء» لا تخجل من «العجلة».. و«جهاد» استخدمتها للتخلص من الطاقة السلبية
تشارك «لمياء» أسبوعياً فى «رايد» لمسافات طويلة حتى أسيوط الجديدة وعلى الطريق الصحراوى لمحافظة أسيوط: «من ساعة ما أخدت الأستاذية فى كلية الطب قررت أغير حياتى وأمارس بعض النشاطات الجديدة»، كما تفكر فى الاعتماد على الدراجة فى قضاء مشاويرها بشكل كامل خلال الفترة المقبلة.
أكثر ما يؤرق «لمياء» هو تعليقات بعض أهالى القرى عليها: «مش عاجبهم إن بنت تركب عجلة»، وهو ما تتجاهله، وتستكمل طريقها بالاعتماد على «أبليكيشن strava» الموجود على هاتفها المحمول، ويساعدها فى معرفة سرعة الدراجات وخريطة الطرق.
التجربة ذاتها خاضتها جهاد فتحى (32 عاماً)، من أبناء نفس المحافظة (أسيوط): «بعد ما خلفت كنت داخلة على دور اكتئاب، ففكرت فى ركوب العجل بعد ما قامت صديقتى بنفس التجربة، كان زوجى وأولادى فى البداية بييجوا معايا التمرين، لكن كنت بحس إنى حمل كبير عليهم».
تخلصت «جهاد» من طاقتها السلبية بركوب الدراجة: «وانا سايقة العجلة كل المشاكل اللى جوايا بتطلع وتتحول لسعادة»، الأمر الذى جعلها تواظب على ممارسة تلك الهواية 3 أيام أسبوعياً: «فى الأول كان جوايا مزيج من الرهبة والخوف بسبب تعليقات الناس.. منهم اللى منبهرين بالتجربة، واللى مش عجباهم».
آلاء خضير، مهندسة تخطت الثلاثين من العمر، لها تجربة مختلفة، فهى تعتبر جروب «دراجو أسيوط» أسرتها الثانية: «بطلع معاهم سفارى بالعجل على أول طريق أسيوط الصحراوى وأسيوط الجديدة، وبستمتع معاهم فى كل الأنشطة والفعاليات»، وبحسب «آلاء»، فإن الفتيات فى المجتمع الصعيدى يحاولن تغيير العادات المتوارثة بشكل كبير: «بنتحدى كل حاجه، وعاوزين الجيل الجديد يكون مختلف».