منة العشماوي تكتب: محظوظة أنا بمديريني
منة العشماوي
"اللى يشرب من نيلها لازم يرجعلها".. دائما ما تُقال على الوطن الكبير "مصر"، إلا أنها تشبهها في نفس التعبير جريدة "الوطن" التي يعشقها كل من يعمل بها، ويجد نفسه يعود إلى المكان الذي احتضنه في كل مرة يحاول الابتعاد عنها، قصة لن يشعر بها إلا الذي عاش بين جدرانها.
لن أنس أول يوم خطوت إلى "الوطن" في مقرها القديم، منذ ثلاث أعوم و٦ أشهر، عندما استقبلني ماهر أبو عقيل رئيس قسم الفيتشر في الموقع الإلكتروني -آنذاك- وكان ينتابني حالة من التوتر والخوف، إلا أنه تحول الأمر في نهاية اليوم إلى سعادة غامرة ومختلفة لم أشعر بها من قبل بعد نشره أول موضوع لي.
لا زالت أتذكر مكالمته لي ليبشرني بأن أحد موضوعاتي في الأكثر قراءة وبعدها استقبلت عددا كبيرا من المكالمات لمعدّين يطلبون استضافتي في برامجهم، فعلمني "ماهر" كيف أعُطي عملي كل مجهودي وأقدر وقت فراغي دون التفكير في العمل.
وسرعان ما انضممت إلى قسم المنوعات التي كانت ترأسه غادة علي، فلم تمل يوما على تعليمي الكتابة، وتعديل أخطائي، بل كانت السبب الرئيسي فيما وصلت له الآن، ودائما ما تشييد بي، قائلة "أنتي وأفكارك مميزين بعرف شغلك من العنوان".
ثم يأتي مدير الموقع الإلكتروني الأقرب إلى قلبي هيثم دبور، فلن أنس رسائله التشجيعية لي بعد إعلان "السبكي" اعتزاله ونفيه للتصريح ونشر "الوطن" للتسجيل الصوتي له، وكذلك ثقته بي وجلوسي بجواره بالمكتب لتعليمي ما هو جديد واعتماده عليا، فهو الآن بالنسبة لي أخي الكبير الذي لا زالت اتعلم منه.
أما سعيد محمود رئيس موقع "ألوان" الذي انتمي إليه الآن، فهو "الأب الروحي" ليس فقط لي بل لزملائي أيضا، وإنني على يقين تام أنه لن يتكرر مثله.
عشقي ليس في جريدة الوطن فقط، بل في كل شخص ينتمي لهذه المؤسسة، وكان السبب في تغيير حياتي، حيث تعرفت من خلالها على أفضل الأشخاص الذين يشاركونني أحزاني قبل أفراحي، فشكرا إلى صديقتي العزيزتين دينا عبد الخالق التي كانت السبب في انضمامي إلى هذا الكيان، ومتابعتي دائما، وروان مسعد التي حرصت دائما على قراءة جميع موضوعاتي بكل حب.