الحنطور الحديث: تطبيق على الإنترنت و«حفاضات» للخيول
حنطور إلى جوار لافتة «ممنوع انتظار الحنطور»
لعربات الحنطور فى الأقصر تاريخ طويل يمتد لعقود طويلة، ويكاد لا يخلو عمل درامى أو سينمائى عن الأقصر من ظهور عربات الحنطور، التى تعتبر علامة مميزة للمدينة، تضاف لقيمتها الأثرية والتاريخية، ويجذب الحنطور الكثير من السائحين وزوار المدينة الذين يحرصون على الاستمتاع بركوبه للتنزه ومشاهدة آثار ومعالم المدينة. ورغم ذلك، تسعى محافظة الأقصر لتطوير منظومة عربات الحنطور، التى تشكل أزمة كبيرة للمواطنين والسائحين وللمحافظة، بسبب عدم وجود قوانين ولوائح تنظم عملها، حيث ارتفع عدد عربات الحنطور من 300 عربة عام 2010 إلى 700 عربة تقريباً فى 2018، أكثر من نصفها غير مرخص، ما يشكل خطراً كبيراً على السائحين والمواطنين، وبدأت المحافظة فى اتخاذ إجراءات رادعة لإعادة الانضباط فى الشارع، من خلال تخصيص مواقف لعربات الحنطور، وعدم وقوفها أمام المواقع الأثرية والفنادق مباشرة، ومنع سيرها على الكورنيش دون وجود زبائن. وتم الاتفاق مع شركات متخصصة لإنشاء تطبيق وموقع خاص على الإنترنت يحتوى على معلومات كاملة عن «الحناطير» وسائقيها وأرقامها، توضح خطوط سير الرحلات والقيمة المادية لها، بجانب منع أى خارجين عن القانون من العمل فى هذه المهنة، نظراً لتعاملهم المباشر مع السائح، وستسعى المحافظة بالتعاون مع وزارة السياحة لتوفير «حفاضات للخيول» للحفاظ على نظافة الشوارع ومنع انتشار الروائح الكريهة أمام الفنادق السياحية والمعابد.
وقالت نهى لبيب، أحد المسئولين عن إنشاء التطبيق: «إن تدشين تطبيق لعربات الحنطور فى محافظة الأقصر من شأنه تشجيع فرص العمل وتشجيع السياحة بالأقصر، وتغيير شكل العمل للأفضل، ليتواكب مع التطوير الذى تشهده منظومة السياحة فى العالم، مشيرة إلى أن التطبيق سيديره شباب من محافظة الأقصر ومن المتوقع أن يحقق نجاحاً كبيراً».
600 عربة غير مرخصة.. ودعوات لتنظيم ورش للسائقين فى كيفية التعامل مع السائح
وقال رمضان طفطف، صاحب عربة حنطور: «أصحاب عربات الحنطور، خاصة العربات المرخصة، يرحبون بمثل هذه القرارات التى ستصب فى مصلحتهم، خاصة مع وجود أكثر من 600 عربة غير مرخصة، كثير منها يسىء للقطاع السياحى، نظراً لتعامل أصحابها السيئ مع السائحين»، ويقول محمود أبوالليل، مؤسس «رابطة الدفاع عن طيبة»: «إن سائقى وأصحاب عربات الحنطور عانوا معاناة كبيرة خلال السنوات الماضية من توقف وركود السياحة، واضطرار الكثير منهم لبيع العربات والخيول»، مشيراً إلى أن وزارة السياحة اكتفت بصرف «كراتين أغذية» لأسرهم وأعلاف للخيول، وهو لم يكف حاجتهم، نظراً لظروفهم المعيشية الصعبة، ويضيف: «قبل أن يتم تطوير منظومة عمل الحناطير لا بد من إخضاع السائقين وأصحاب عربات الحنطور لورش عمل عن كيفية التعامل مع السائح».