صاحب متحف «الشرق»: «هبيعه لأن محدش بيقدّر الفن»
الفنان حسن الشرق
على بُعد أمتار من مدافن شرق النيل، يقع مبنى عتيق بـ3 بوابات حديدية، تعلوها لافتة كبيرة مكتوب عليها بالإنجليزية والعربية «متحف الفنان حسن الشرق»، وعلى السور الصغير المزخرف بالشمعدان يرفرف علمان لمصر ولمحافظة المنيا، وفى الداخل حديقة صغيرة منسقة كأنها لوحة فنية ممتلئة بالزهور، وعلى اليمين كراسى ومنضدة، ويجلس فلاح مصرى بسيط يرتدى جلبابه الريفى المتواضع يستقبل الجميع بشعار «تعالوا شوفوا الفن الأصيل».
وفى أولى غرف المتحف تتراص عشرات اللوحات المتناسقة على الحوائط الأربع، وسط علامات إرشادية باللغات العربية والأجنبية لممرات تؤدى لصالات وغرف تجمع لوحات فنية متعددة وبورتريهات للمشاهير، رسمها ابن الريف بريشته وألوانه.
ويقول «الشرق»: زرت 17 دولة، وأحب المنيا التى تضم آثاراً كثيرة، ومن حبى لها جمعت أولادى وبعت كل ما أملك لإقامة متحف على مساحة 1800 متر بالطريق المؤدى للمناطق الأثرية، ووضعت به كل أعمالى ولوحات التبادل الثقافى مع فنانين من دول أخرى مثل أمريكا وفرنسا واليونان.
فنان المنيا: «أنا عالمى.. وعيب إنى معرفش أقابل المحافظ»
ويضيف «الشرق»: «اعتقدت أن متحفى سيكون له مرود فنى وسياحى، وكنت أستدعى تلاميذ المدارس لزيارته وأقيم لهم ورش عمل وأوزع عليهم الأقلام وعلب الألوان، وأوراقاً للرسم، لكن المسئولين للأسف لم يقدروا ذلك، ولم يُدرجوا متحفى ضمن خطط تنشيط السياحة بالمحافظة، وبعض الأفواج السياحية تمر من أمام متحفى ولا يسمح القائمون على تنشيط السياحة لهم بالزيارة، وألوم المسئولين عن السياحة قبل المحافظ الذى أعتبره ضيفاً على المحافظة، فهو دائماً مشغول بعقد الاجتماعات، وحتى الآن لم أقابله».
وتابع «الشرق» قائلاً: «اتخذت زمام المبادرة وذهبت لدعوة المحافظ لزيارة متحفى، لكن مدير مكتبه أبلغنى أنه مشغول ولا يستطيع مقابلتى فصعبت علىّ نفسى». وعبّر «الشرق» عن حزنه الشديد بقوله: «زعلان وحاسس إنى ظلمت نفسى حينما أقمت متحفاً لنشر الفن بالصعيد وأسعى الآن لبيعه وبيع أرضى لأهجر بلدى وأشترى متحفاً فى مكان آخر، رغم أننى فنان معروف أُجريت عن أعمالى 17 رسالة دكتوراه وماجستير وترتيبى الـ9 من بين 150 فناناً على مستوى العالم، ولى لوحتان فنيتان معروضتان فى متحف اللوفر بفرنسا، و4 بجوار الملكة نفرتيتى فى متحف توستى الأثرى بألمانيا، ورغم تجاهلى فإننى نجحت فى تنشيط سياحة المنيا أكثر من الحكومة، لأنى لا أفرض رسوم دخول لمتحفى، وأبيع اللوحات بأسعار زهيدة».
أنفقت كل ما أملك عليه.. والمسئولون عن تنشيط السياحة يتجاهلونه.. وعاطف عبيد اشترى منى 20 لوحة
وأكمل «الشرق» قائلاً: «عند افتتاح أى منشأة حكومية جديدة بعمل معاها الواجب بإهداء لوحة، ومكتبة مصر العامة أهديتها 5 لوحات، وجميع الفنادق بالمحافظة بها لوحاتى، ورئيس الوزراء الأسبق عاطف عبيد اشترى منى 20 لوحة وقتها، والوزير الأسبق للثقافة الدكتور فاروق حسنى، والفنان جورج بهجورى، والدكتور أحمد نوار، والدكتور أحمد مجاهد، والمحافظان السابقان حسن حميدة، ومصطفى عبدالقادر». ولفت «الشرق» إلى أن مسئولى الكنائس يرسلون الأفواج التى تزورهم للمتحف، وقال إنه فى يوم عيد القيامة أهدى كنائس قريته 3 لوحات، عن رحلة العائلة المقدسة بمصر، حباً فى تراب مصر.