مركز «تحيا مصر» بالأقصر.. رحلة علاج لآلاف المواطنين «ترد الروح»
عمليات الكشف فى الأقصر
شاب ثلاثينى على وجهه ابتسامة عريضة يخرج من باب مركز تحيا مصر لعلاج فيروس سى بالأقصر، بعد انتهاء جرعة العلاج، حيث استبدل اليأس والآلام بأحلام وطموحات كانت مؤجلة بسبب الإصابة بفيروس سى الذى اكتشفه عن طريق الصدفة عند تقدمه للالتحاق بإحدى الوظائف.
محمد يوسف، شاب من إحدى قرى الأقصر، تقدم للالتحاق بالعمل فى إحدى المؤسسات وخلال إجراء كشف طبى اكتشف إصابته بفيروس سى، فاسودت الدنيا أمام عينيه بسبب ما كان يسمع من حكايات عن هذا المرض وأعراضه ومخاطره وحتى تكلفة علاجه الباهظة، قبل أن يدله البعض على مركز فيروس سى الذى قدم له العلاج من البداية وحتى اليوم الأخير بالمجان.
«محمد»: خضعت لعلاج مكثف داخل المركز وانتهت معاناتى مع المرض.. و«فاطمة»: كنت محطمة نفسياً وحصلت على العلاج بالمجان وبجودة عالية
يقول «يوسف»: «كان أحد أقاربى مصاباً بالمرض وكان يرهق من مشقة السفر لمحافظة قنا لتلقى العلاج، وكنت أعتقد أننى سوف أمر بهذه المرحلة، إلا أن افتتاح مركز علاج فيروس سى بالأقصر أنهى تماماً هذه المعاناة».
وأضاف «ذهبت للمركز قبل 4 أشهر تقريباً وأنهيت كل الإجراءات سريعاً، وبعد الكشف والتحليل بدأت جرعات العلاج وخضعت لعلاج مكثف استمر 3 أشهر وأكثر من 20 تحليلاً والآن أنا بصحة جيدة ومقبل على الحياة ومعنوياتى مرتفعة»، موجهاً الشكر لكل من ساهم فى إقامة هذا المركز فى الأقصر.
ويقول حيدر الدبش، أحد مؤسسى جمعية حق المريض بمدينة إسنا «إن المركز لم يكتف باستقبال وعلاج المرضى فقط، ولكن نظم حملات مسح وكشف فى كثير من القرى والنجوع البعيدة»، مشيراً إلى أن هناك سيارات تقوم بنقل المرضى الذين يتلقون الجرعات من مدينة إسنا إلى مقر المركز بالأقصر لتسهيل الأمور عليهم ولرفع المعاناة عنهم.
وتقول فاطمة جمال، ربة منزل «أحضر للمركز منذ شهر تقريباً منذ أن اكتشفت خلال قافلة طبية للمركز فى قريتنا بغرب الأقصر أننى مصابة بالفيروس، فى البداية كنت محطمة نفسياً ولا أتحدث مع أحد ولكن الأطباء والأخصائيين هنا نجحوا فى تهيئتى نفسياً لتلقى العلاج والحمد لله أشعر بتحسن كبير ولم أكن أتخيل أن المركز سيقدم كل هذه الخدمات العلاجية وبهذه الجودة بالمجان».
وأضافت «أتوجه بالشكر لكل القائمين على المركز وأصحاب فكرة إنشائه، حيث إن المركز أنهى مشكلة تكلفة العلاج الباهظة التى كان يتكبدها البعض عند إصابته بالفيروس».
«عبدالحميد»: مشاركة شيخ الأزهر فى الحملة شجعت الأهالى على الكشف والعلاج
وقال الدكتور أحمد جمال، مدرس بكلية الفنون الجميلة إن المركز الذى يقدم كل هذه الخدمات المجانية والعلاج المرتفع بالمجان للمواطنين يستحق دعماً كبيراً من كل فئات المجتمع، مشيراً إلى أنه تشرف بالمساهمة فى استكمال مسيرة العمل الناجحة للمركز من خلال تنظيم فعاليات فنية وثقافية من بينها معرض فن للفنانين التشكيليين ذهبت أرباحه ومبيعات اللوحات التى بيعت فى معرض كبير بمكتبة مصر العامة شارك فيه فنانون مصريون وأجانب، لصالح مركز تحيا مصر لعلاج فيروس سى، وكذلك تم إنتاج فيلم قصير تحت عنوان «سلمى.. قصة حياة» بطولة فنانين من الصعيد، ويتحدث الفيلم عن اكتشاف رب أسرة إصابته بالفيروس عن طريق الصدفة وكيفية استقبال المركز له بالمجان، وهو فيلم حقق نسب مشاهدات عالية على موقع التواصل الاجتماعى يوتيوب، وحقق الهدف منه فى الترويج للمركز.
وقال عبدالحميد عبده، أحد مسئولى المركز «إن مشاركة شيخ الأزهر الدكتور أحمد الطيب فى حملات المركز للكشف عن المصابين بفيروس سى وإجراءه أول تحليل لفيروس سى فى مسقط رأسه بمنطقة القرنة لتشجيع الأهالى على المشاركة وإجراء الكشف الطبى، سلط الضوء على عمل هذه القوافل والحملات»، مشيراً إلى أنه عقب كشف شيخ الأزهر نجح الفريق الطبى بإجراء التحاليل على 1500 فرد من أهالى منطقة القرنة خلال يوم واحد فقط، وهو ما يؤكد التأثير الكبير لشيخ الأزهر فى هذا الموضوع.
أهالى الأقصر أثناء انتظارهم لتوقيع الكشف