قصة 5 شهداء أنقذوا السويس من الاحتلال خلال ثغرة الدفرسوار
شهداء معركة السويس
«وَلَا تَحْسَبَنَّ الَّذِينَ قُتِلُوا فِى سَبِيلِ اللهِ أَمْوَاتًا بَلْ أَحْيَاءٌ عِندَ رَبِّهِمْ يُرْزَقُونَ» آية قرآنية كُتبت حروفها بالمداد الأسود على جدار أسمنتى التف حول مسجد الشهداء، أعقبتها أسماء شهداء معركة السويس الخمسة بمداد أحمر كتب بخط اليد، حيث تضم قائمة الشرف كلاً من: إبراهيم أحمد سليمان، السيد أحمد أبوهاشم، فايز حافظ أمين، أشرف عبدالدايم عبدالرازق، إبراهيم محمد محمد يوسف، تخليداً لذكرى أبطال معركة السويس التى وقعت يوم 28 رمضان الموافق 24 أكتوبر عام 1973 عندما خرج أبطال السويس من منظمة سيناء العربية، لصد التسلل الإسرائيلى إلى مدينة السويس الباسلة بعد ثغرة أحدثها الإسرائيليون لتطويق الجيش الثالث وحصاره فى سيناء ومن ثم العودة إلى القاهرة لاحتلالها مرة أخرى، ليلقنهم أبناء سيناء درساً انسحبوا على أثره وحاصروا المدينة 101 يوم بعدما فشلوا فى احتلالها.
«أبوهاشم»: الرئيس «السادات» قال عن المدينة إن السويس فى 24 أكتوبر 1973 لم تكن تدافع عن نفسها ولكن كانت تدافع عن مصر كلها
فى السويس يتناقل الأهالى قصص الأبطال، فلا يوجد أحد فى المدينة لا يعرف أحداث معركة السويس وأسماء شهدائها، الجميع يتذكر بسالة أهالى السويس فى الدفاع عن مدينتهم، وكيف لقنوا الإسرائيليين درساً لن ينسوه رغم أن تسليحهم كان ضعيفاً فى مقابل تسليح العدو، «الوطن» التقت أحمد أبوهاشم، شقيق الشهيد السيد أحمد أبوهاشم، أحد أبطال معركة السويس، فحكى لنا قصة المعركة التى شارك فيها شقيقه، وبمجرد ذكر المعركة: «السويس حدوتة كبيرة وعلى رأى الرئيس عبدالناصر ما فى بلد ارتبط اسمه بالتاريخ زى مدينة السويس».
وتابع: «السويس كانت لها بصمة فى تاريخ نضال الشعوب لا يستطيع أحد أن ينساها، وهو ما جعل أبناءها يفكرون فى تكوين منظمة أطلقوا عليها اسم منظمة سيناء العربية تضم 16 بطلاً من أبطال السويس وكانت هذه المنظمة تعمل بالتنسيق مع القوات المسلحة».
لأحمد أبوهاشم، شقيقان، نالا شرف الشهادة، الأول هو مصطفى أبوهاشم، مؤسس منظمة سيناء العربية، واستشهد خلال حرب الاستنزاف، والثانى هو السيد أحمد أبوهاشم، الذى انضم إلى المنظمة بعد استشهاد شقيقه، وانضم بعد ذلك لمواجهة الإسرائيليين فى معركة السويس ونال الشهادة: «شقيقى مصطفى كان مؤسس منظمة سيناء العربية ولما استشهد فى حرب الاستنزاف انضم إليها أخويا الشهيد أحمد، ورغم أنهم 16 واحد إلا أن العناصر الموجودة مع القوات الشعبية أعطت شعور للقوات الإسرائيلية إن أهالى السويس كلهم مسلحين».
اعتدل «أبوهاشم» فى جلسته بعدما ارتشف القليل من القهوة، وواصل: «نبدأ من التاريخ الحديث معركة 24 أكتوبر، أيام حرب أكتوبر كان شارون قائد الثغرة، ودخل من عند الدفرسوار وحاول محاصرة السويس لكى يطوقوا الجيش الثالث بعد عبوره للقناة وانتصاره فى حرب أكتوبر، وكان كل هدفهم احتلال السويس لكى يكون الطريق ممهداً للوصول إلى القاهرة».
وتابع «أبوهاشم»: «القوات الإسرائيلية دخلت السويس من ثلاثة محاور، المثلث والجناين والزيتية، وقامت منظمة سيناء بعمل عدة كمائن فى أماكن مختلفة وكان كمين شقيقى عند مزلقان البراجيلى بشارع الجيش ومعه صديقه فايز حافظ أمين، كل الفدائيين أخذوا أماكنهم فى الكمائن، والجميع كان فى انتظار دخول القوات الإسرائيلية السويس يومها كانت مدينة أشباح لو رميت الإبرة كنت هتسمع صوتها، وهذا الأمر كان مقصوداً حتى يتم إيهام العدو أن المدينة خالية ليقوموا بالدخول دون تردد».
واستطرد: «القوات الإسرائيلية وقعت فى المصيدة ودخلوا بأمان لحد ما وصلت أول دبابة عند قسم الأربعين وقام الشهيد إبراهيم سليمان ومعه الشهيد أشرف والشهيد فايز، بضرب أول دبابة بقذيفة آر بى جى والسويس ساعتها سمعت صوت القذيفة دى، وبمجرد سماع الطلقة الأولى قام شقيقى ورفاقه باستهداف الدبابات الإسرائيلية من الخلف حتى لا يترك مساحة للدبابات للهرب وخلال اشتباكه تم استهدافه واستشهد، هذه المعركة جعلت القوات الإسرائيلية تهرب خارج السويس فيما حاول البعض الاحتماء بقسم الأربعين ولكن أبطال منظمة سيناء لاحقوهم وحاول وقتها الشهيد إبراهيم سليمان تسلق سور القسم، إلا أنه تم استهدافه برصاصة هو وزميليه أشرف عبدالدايم وفايز حافظ أمين».
ورغم مرور 45 عاماً على معركة السويس، ما زال السوايسة يتفاخرون بصمودهم ضد العدو الإسرائيلى وأنهم استطاعوا بعدد قليل من شباب المقاومة الوقوف أمام العدو الذى هرب حتى احتمى بالكيلو 101، ووقعت مفاوضات بينه وبين القيادة المصرية وقتها لتسليم ما تبقى من حطامهم البشرى والتسليحى.
ما زال «أبوهاشم» يتذكر ما قيل عن المعركة، وجملة الرئيس السادات الشهيرة عليها: «إن السويس فى 24 أكتوبر 73 لم تكن تدافع عن نفسها فقط، لكنها كانت تدافع عن مصر كلها»، لافتاً إلى أنه رغم مرور 45 عاماً على المعركة إلا أنه شعر بسعادة كبيرة عندما قام الرئيس عبدالفتاح السيسى بتكريم سيدة من أهالى السويس فقدت اثنين من أولادها «مجند وشرطى» فى قسم الأربعين أثناء معركة السويس، مردداً: «واحدة ست عندها 96 سنة قدمت شهيدين لمصر فى معركة السويس وكان حلمها تقابل الرئيس السيسى وتمت الاستجابة لطلبها وتكريمها».
ويرى «أبوهاشم» أن المشاريع الاقتصادية التى حظيت بها السويس خلال فترة الرئيس عبدالفتاح السيسى، جاءت لتكريم المحافظة وأبنائها الذين عانوا كثيراً من بعد الدولة عنهم: «السويس محظوظة فى فترة حكم الرئيس السيسى، وظهر ذلك فى المشاريع الكبرى التى يتم تنفيذها على أرض المحافظة وأبرزها تدشين مدينة الجلالة التى تعد أول طريق يشق جبلاً فى مصر من السخنة للزعفرانة مروراً بالجلالة وصولاً إلى المنتجع السياحى على البحر، ومدينة السويس الجديدة الواقعة فى شط عيون موسى بالضفة الشرقية»، بالإضافة إلى إنشاء أول محطة لـ«تغييز الغاز» وهى تحويل الغاز المستورد من صورته السائلة إلى الصورة الغازية لإعادة استخدامه مرة أخرى بعد ضخه فى شبكات الغاز، فضلاً عن أكبر مدينة للأدوية سوف يتم بناؤها على مساحة 4 ملايين متر مربع فى مدينة السخنة.
أبوهاشم شقيق الشهيد
أسماء شهداء معركة السويس على جدار مسجد الشهداء