بعد وفاة الأب.. «محمد» و«كريم».. شقيقان فى حب الخير
صفحة «وظائف السويس» على السوشيال ميديا
شقيقان اجتمعا على حب الخير، وإن اختلفت طريقته ودوافعه، الأول «محمد نبيل» تخرج فى كلية التربية 2009 وبدأ رحلة بحث شاقة عن عمل، وخلال هذه الرحلة كانت تقابله وظائف فى تخصصات أخرى فقرر مساعدة غيره وتدشين صفحة على أحد مواقع التواصل الاجتماعى حملت اسم «وظائف السويس» لنشر الوظائف التى كانت تصادفه، أما الثانى «كريم» فعندما توفى صديقه قرر النزول إلى الشارع وتقديم الأنشطة الخيرية ومساعدة المحتاجين «صدقة جارية» على روح صديقه، ونشر إنجازاته على صفحة «السويس الآن» كللها بتدشين جمعية أهلية باسم «بسمة» عام 2016.
داخل المنزل كانت الأجواء مشبعة بالحزن على وفاة الوالد، الذى رحل منذ 5 أيام، لكن موقفاً صغيراً ودعاء متواصلاً من إمام مسجد ومجموعة من الشيوخ لم يعرفهم الأخوان، ساهما فى تصبيرهما على الفراق: «نحن عائلة صغيرة وعند وفاة والدى طلبت من عمى تجهيز سرادق حتى لا نتعرض للإحراج، ولكنه رفض وفى العزاء أمام المنزل توافدت أعداد كبيرة كان منهم إمام مسجد يرتدى زياً أزهرياً وبصحبته 15 شيخاً آخر، وخطب هذا الإمام فى الحضور وقال: نما إلى علمى أن المتوفى له ولد صالح صاحب باع فى الخير»، وتوجه الإمام عقب كلمته إلى «محمد» وأخبره أن صفحته كانت سبباً فى عثور ابنه على عمل. علق «محمد» على الموقف قائلاً: «لم أتوقع أن تكون صفحتى وعملى سبباً فى حب ناس لا أعرفهم، ووقفوا إلى جوارى وقت شدتى، وصل عدد متابعى الصفحة حتى الآن إلى 130 ألفاً».
الأول أسس صفحة «وظائف السويس» لتسهيل حصول الشباب على عمل.. والثانى أنشأ جمعية «بسمة» لمساعدة المحتاجين
الشاب الثلاثينى يضيف: «خلال رحلة بحثى عن العمل كنت أجد وظائف فى مجال الميكانيكا والكهرباء والهندسة، وبدأت أقول للشباب على الصفحة إن اللى عنده وظائف مناسبة يشاركنا، لقيت الموضوع بيكبر وأصحاب شركات ومصانع صغيرة بيكلمونى ويبعتوا لى شغل وأعضاء الصفحة بيبعتوا السير الذاتية، وقدرت أجمع حتى الآن 70 ألف سى فى». يواصل كلامه: «بدأت أفلتر هذه السير وخصصت يوم الجمعة لمتابعة شغل الصفحة، وبدأ مديرو الشئون الإدارية بالشركات الكبيرة يتواصلون معى لأن الموضوع مجانى، ويبعتوا الوظائف المطلوبة وأنا بابعت لهم السيفيهات الخاصة بالوظائف حتى يتواصلوا مع الشاب عشان المقابلة النهائية».
وحول صعوبات إدارة صفحة وصل متابعوها إلى 130 ألفاً: «الموضوع مش صعب بالذات أنه يتناسب مع شغلى، أنا حالياً باشتغل أخصائى توظيف فى شركة خاصة وبالتالى فلترة السيفيهات جزء من شغلى». بجوار «محمد» كان يجلس شقيقه «كريم» 27 سنة يتذكر بداية عمله فى المجال التطوعى، وعرض مواقف كثيرة قابلها خلال رحلته فى المجال الخيرى: «جات لنا شكاوى كثيرة من وجود مشاكل فى دار مسنين فى بورتوفيق، وعندما توجهنا وجدنا الدار غير نظيفة وبلا خدمات وتصادف وجود المحافظ يصلى بمسجد جوار الدار وعندما ذهبنا وأبلغناه، توجه معنا للدار وقام بإقالة المدير وعيَّن طبيبة شابة».
تقييم الحالات التى تحتاج إلى مساعدة لا يعتمد على حالة الشخص الظاهرية وإنما يتم تحديدها وفقاً لظروفه، هكذا أخبرنا «كريم» مستدلاً على كلامه: «جات لنا حالة لشخص لديه بتر فى قدمه يطلب المساعدة وعندما بحثنا عنه وجدنا لديه طرفين صناعيين لا يستخدمهما وقامت إحدى الجمعيات بتخصيص جواب له لشراء توك توك لكنه قام ببيعه، وبالتالى رفضنا مساعدته فى حين أن شخصاً يعمل ويتقاضى 2500 جنيه شهرياً وطلب مساعدتنا لإجراء جراحة لطفلته فى المخ بمبلغ 50 ألف جنيه ووجدنا حالته تستحق».
محمد
كريم