خبير: الدولة مهتمة بالتحول التكنولوجى ونجاح التجربة مرهون بتوفير البطاريات
عسكر
قال الدكتور جمال عسكر، خبير الطرق وصناعة السيارات، إن القيادة السياسية مهتمة بشكل واضح بالتوجه ناحية التحول إلى استخدام السيارات الكهربائية وانتشارها فى مصر، بدليل قيام الشركة الوطنية بإنشاء وإقامة 65 محطة شحن للسيارات الكهربائية فى العديد من الأماكن فى القاهرة الكبرى.
وتابع عسكر أن السيارات الكهربائية ستنتشر فى مصر خلال وقت قصير، وذلك لعدة أسباب أهمها ارتفاع أسعار الوقود ما يؤدى إلى تحول المواطنين ناحية استخدام السيارات الكهربائية، بالإضافة إلى انعدام الصيانة التى تحتاج لها السيارة الكهربائية مقارنة بالسيارة العادية، مشيراً إلى أن أسعار السيارة الكهربائية مقارنة بالعادية مرتفعة إلى حد ما، ولكنها أفضل بكثير لما لها من مزايا عديدة، وقال عسكر إن أسعار صيانة وقطع غيار السيارات الكهربائية ليست مرتفعة، باستثناء الجزء الخاص بالبطاريات وهو الأغلى فى السيارة، ويجب توفير هذه البطاريات بكميات وأسعار مناسبة، بالإضافة إلى إمكانية تصنيع البطاريات محلياً.
«عسكر»: القرار لن يؤثر على مصانع السيارات فى مصر والكثير سيتحول لتجميع «الكهربائية»
وعن سير السيارات الكهربائية فى مصر، قال عسكر إن شبكة الطرق القديمة كانت متهالكة ولا تصلح لسير السيارات العادية، وتم تصميمها بشكل خاطئ لا يستوعب الكثافة الخاصة بالسيارات الموجودة فى مصر، ولكن الدولة بدأت فى تنفيذ المشروع القومى للطرق منذ 2014 الذى يربط مصر كلها، هذا المشروع تم تصميمه طبقاً للمواصفات القياسية العالمية فى إنشاء وتنفيذ الطرق، ما يكون له أثر كبير فى استيعاب الأعداد المتزايدة فى السيارات، بالإضافة إلى عدم تعرض السيارات للعطل المتكرر نتيجة الطرق السيئة.
وأشار خبير الطرق وصناعة السيارات إلى أن الدولة قامت خلال السنوات الثلاث الماضية برفع كفاءة ما يقرب من 2000 كيلومتر من الطرق القديمة، ورفع كفاءة أكثر من 1702 كوبرى، لتتحمل حمولات 120 طناً بدلاً من 70 طناً، وصيانة ما يقرب من 39 محوراً، وإنشاء نحو 5000 كيلومتر طرقاً جديدة بتكلفة إجمالية تخطت الـ40 مليار جنيه مصرى، مشيراً إلى أن رفع كفاءة الطرق القديمة وإنشاء شبكة طرق جديدة يساهم بشكل كبير فى زيادة العمر الافتراضى للسيارات، لأن المسافات التى كانت تقطعها السيارات فى الطرق القديمة أصبحت حالياً يتم قطعها فى نصف الوقت ونصف المسافة تقريباً.
وأشار إلى أن الشبكة القومية للطرق، التى تم البدء فى تنفيذها فى العام 2014 ومن المفترض أن تنتهى فى 2019، قللت حوادث الطرق بنسبة تصل إلى 27%، على الرغم من أنه لم يتم الانتهاء منها بشكل كامل، مشيراً إلى أن مصر كانت تشهد تحطم ما لا يقل عن 19 ألف سيارة سنوياً بسبب حوادث الطرق، هذه النسبة قلت كثيراً.
وعن تأثير انتشار السيارات الكهربائية فى مصر على مصانع السيارات التقليدية، قال عسكر، إن مصانع السيارات فى مصر لن تتأثر بانتشار السيارات الكهربائية، وذلك لأن أى مصنع يمتلك عدداً من خطوط الإنتاج من الممكن أن يحول جزءاً منها إلى صناعة السيارات الكهربائية، وأن توجه الدولة ناحية السيارات الكهربائية أصبح واقعاً.
وطالب بالتركيز فى عملية اختيار السيارات، حيث توجد سيارة مستعملة بحالة جيدة، وسيارة أخرى يكون استيرادها خسارة للدولة، منوهاً بأن بطاريات السيارات الكهربائية غالية الثمن، ويجب التأكد من سلامتها قبل استيرادها، مشدداً على ضرورة أن تحرص الدولة على استيراد السيارات الكهربائية، ومعها شحنة مماثلة من قطع الغيار، حيث استيراد السيارات بدون وجود قطع غيار لها سيشكل مشكلة كبيرة.
وأضاف أن المستقبل للسيارات الكهربائية، بخاصة إذا تم التأكد من سلامة البطاريات ووجود قطع غيار قبل الاستيراد، فضلاً عن أن سرعات السيارات الكهربائية أقل من سرعات سيارات الوقود العادى، ومن ثم ستساهم السيارات الكهربائية فى تقليل معدل الحوادث.