القوى السياسية تطالب الحكومة بالرد على «محاولات الابتزاز» الأمريكية
أدانت أحزاب وحركات وشخصيات سياسية ما أعلنته الإدارة الأمريكية من تعليق جزئى للمعونات التى تقدمها الولايات المتحدة لمصر، فيما أكد بعضهم على ضرورة وقف ما وصفوه بـ«محاولات الابتزاز الأمريكى لمصر والضغط عليها للخضوع لمصالحها»، وطالبت حملة «امنع معونة» بإعلان مصر رفضها لكامل المعونات الأمريكية وقللت من احتمال تأثير التعليق على الإرادة المصرية. وقال عبدالغفار شكر، رئيس حزب التحالف الشعبى الاشتراكى، إن تعليق جزء من المعونة العسكرية لمصر هو جزء من مسلسل الضغوط التى تمارسها القوى الدولية على مصر لإضعاف موقفها، تلبية لمصالح الإدارة الأمريكية فى المنطقة، مشيراً إلى أن المساعدات الأمريكية ليست منحة مجانية أو تفضلاً، وإنما ثمن التزام مصر بمعاهدة «كامب ديفيد»، ومن ثم فإن الإخلال بالتزام أمريكا بالمساعدات لمصر يجعلها فى حِل من الالتزام ببنود المعاهدة. وشدد فى تصريح لـ«الوطن»، على ضرورة مقابلة الضغوط الأمريكية والدولية بضغوط مقابلة، مضيفاً: «من حق مصر فى تلك المرحلة الإخلال ببعض البنود التى ألزمتها بها معاهدة كامب ديفيد كنوع من الرد على موقف الإدارة الأمريكية التى لم تلتزم بمسئوليتها».
وقال الدكتور أسامة الغزالى حرب، رئيس حزب الجبهة وأستاذ العلوم السياسية، إن قرار الحكومة الأمريكية بتعليق جزء من المساعدات يؤكد أن الإدارة الأمريكية الحالية لن تتساهل وتتسامح بسهولة مع ما حدث للإخوان فى مصر، والذين ظلوا لسنوات حلفاءها الأساسيين، وأصدقاء لها تجمعهم بها اتصالات مباشرة، حيث كانت تتمنى استمرارهم فى الحكم بأى صورة. وأضاف لـ«الوطن» أن الولايات المتحدة والغرب ما زالوا ينظرون لما حدث فى مصر على أنه «انقلاب»، وليس ثورة، حيث نشرت صحيفة «الجارديان» البريطانية مقالاً عن مصر قالت فيه: «إن الوضع فى مصر يسير من سيئ لأسوأ»، مشيراً إلى أن الولايات المتحدة تريد بتعليق المساعدات إثبات أن لها مبادئ تدافع عنها، وأنها غير راضية عن إزاحة حكومة ونظام منتخب.
وأشار «حرب»، إلى أن الولايات المتحدة سرعان ما ستتراجع عندما تجد مصالحها مع النظام الحالى، فالولايات المتحدة نموذج للدولة التى تسير وراء مصالحها، ومصر مهمة للحكومة الأمريكية، موضحاً أن رد الحكومة المصرية جاء جيداً، حيث أكدت أن مصر لها سيادة وليست فى حاجة إلى هذه المساعدات، وأن واشنطن حرة فيما تقرره، مشيراً إلى أن القرار بالفعل لن يؤثر على مصر، وتأثيره سيكون هزيلاً للغاية فى ظل وجود المساعدات التى قدمها عدد من الدول العربية.
وقال الدكتور سعد الدين إبراهيم، مدير مركز ابن خلدون للدراسات، إن التعليق الجزئى للمعونات يعبر عن تخبط فى العلاقة بين الإدارتين الأمريكية والمصرية، مشيراً إلى أن الجهة التى تتخذ القرار السياسى فى واشنطن ليست واحدة، وهناك أطراف عديدة تتنازع على اتخاذ القرار هناك. وأضاف «إبراهيم» أن الرأى العام المصرى ليس منزعجاً من تلك الخطوة، مؤكداً أن مصر لديها مصادر أخرى يمكن أن تستعيض بها عن المساعدات الأمريكية وأبرزها المساعدات التى وعدت بها الدول العربية والتى تفوق عشرة أمثال المساعدات الأمريكية.
الأخبار المتعلقة:
حانت لحظة «المواجهة» مع المعونة الأمريكية
خبراء عسكريون: الولايات المتحدة «المتضرر الأكبر»
مصدر عسكرى: مصر ترد بصفقات أسلحة مع أسواق جديدة.. خلال أيام
«الخارجية»: القرار «غير صائب».. ودبلوماسيون: «حرب إعلامية» بتمويل إخوانى
«هيجل» لـ«السيسى»: علاقاتنا مهمة وسنواصل المساعدات الحيوية
خبراء: قطع المعونة العسكرية ولو جزئياً إخلال ببنود «كامب ديفيد».. ومنعها سيكون حماقة أمريكية
محللون سياسيون من واشنطن: تعليق المساعدات لمصر يؤكد دعم «أوباما» لإرهاب الإخوان