جيهان منصور لـ"السوشيال ميديا": حسبي الله ونعم الوكيل
الاعلامية جيهان منصور
نشرت الإعلامية جيهان منصور، رسالة مطولة عبر صفحتها على موقع التواصل الاجتماعي "فيس بوك"، ردا على اتهامها بعدم مراعاة والدها وتركه يعيش بمفرده في مدينة دسوق التابعة لمحافظة كفر الشيخ، وموته وعدم معرفتهم إلا بعد الوفاة بأيام، حيث عثرت عليه الشرطة متوفيا داخل شقته السكنية.
وقالت منصور في رسالتها: "لهؤلاء الذين لاكت ألسنتهم سيرة عائلتي ووالدي الراحل العظيم الطيب الطبيب الودود المهذب المتواضع الخلوق المثقف، في حادثة وفاته المؤلمة أقول: حسبي الله ونعم والوكيل، نصبتم المحاكم وعلقتم المشانق لي ولاخوتي ولعائلتي وبلدتي بعد نشر أخبار وفاة والدي، وهنا لابد من وقفة مع الصحافة التي اختارت كل جريدة عنوانا مثيرا للفت الانتباه مزيلة إياه بصورتي، فضلا عن البهارات المختارة لتسخين الخبر، من وصف غير دقيق لشكل أبي المتوفي لحظة وفاته وملابسه لشعللة السوشيال ميديا، واختراع أن الجثة كانت راقدة في البيت لـ3 أو 4 أو 5 أيام وبعضهم قال 10 أيام، ملحوظة: أبي توفى يوم الجمعة ثاني أيام رمضان، ونحن علمنا الساعة 11 مساء السبت ثالث أيام رمضان، فكيف بربكم تقولون إنها 5 أيام".
وأضافت: "البعض استفاض في وصف تحلل الجثة وهو غير صحيح على الإطلاق واتقوا الله، وآخرون تلذذوا بالحديث عن انبعاث روائح كريهة من المنزل، كل هذا غير تلك العاصفة من الاتهامات بعقوق الوالدين التي يشوبها التسييس من بعض اللجان الإلكترونية الإخوانية، وتخيلوا يا سادة هذه اللحظة القاسية، ابنة تبكي على قبر والدها لحظة دفنه بحضور أشقائي وعائلتي وأهالي بلدته وقيادات المحافظة والمدينة، وفي نفس الوقت، في ناس قاعدة في مكاتبها في التكييف في المواقع والسوشيال ميديا، كل همها تشويه الأب الراحل والابنة وكل العائلة واتهامنا بالتقصير والعقوق، حسبي الله ونعم الوكيل".
وتابعت: "كانت خطتنا في رمضان أن يمكث أبي أسبوعه الأول في دسوق مع اخوته واولادهم ثم نأتي لنصطحبه الى القاهرة في عطلة نهاية الأسبوع الأول ويقضي معنا باقي الشهر الفضيل والعيد، كانت شقيقتي عند والدي في دسوق قبل رمضان ومكثت معه أكثر من يوم للاطمئنان عليه، ووالدي الراحل العظيم مثله كمثل الكثير من أهلنا ساكني الأقاليم المحترمين، يحبون عند الكبر ويفضلون الاستقرار في مدينتهم الصغيرة، خيرا من صخب العاصمة، ولقد حاولت أنا واختي واخي طويلا ومرارا وتكرارا ان نقنعه بتشريفنا والعيش معنا في القاهرة لنحسن خدمته ونضعه تاجا فوق رؤوسنا، لكن دون جدوى للأسف، أنا واشقائي نرتبط بعملنا في القاهرة ولا نستطيع للأسف ترك كل شيء هنا والعيش في دسوق- رغم اننا نحب تلك المدينة الرائعة وأهلها، لكن ظروف ومقتضيات العمل تقتضي منا أن نبقى في القاهرة".
وأوضحت: "كعادة الكثير من كبار السن، لا يهتمون كثيرا بالهاتف، ولا يهتمون بشحنه أو كيفية استخداماته المختلفة، كان أبي دائم في عدم الرد على التليفون وهذه كانت عادته، وإذا أراد أن يعاود الاتصال بنا فهو الذي يتصل، لكنه في العادة لايسمع التليفون ومعظم الأحيان يضعه على الصامت حتى لايزعجه رنينه أثناء قرائته أو صلواته، لذلك حينما تواصلنا معه ليومٍ ونصف ولم يرد لم نتوقع أي شر لأنه معتاد على ذلك معنا وليس بجديد، وكنا جميعا عائلة مترابطة متحابة، نتواصل دائما سواء بزيارة الوالد في مسقط رأسه مدينة دسوق أو عبر الهاتف أو أنه يأتي لزيارتنا في القاهرة التي أحبها منذ درس فيها طب الأسنان في جامعة القاهرة وأحب والدتي الراحلة وتزوجها من القاهرة لتذهب بعدها وتعيش معه في بيته في دسوق".
وكانت قوات الشرطة، برئاسة اللواء أحمد صالح، مدير أمن كفر الشيخ، تلقت بلاغأً من أحد جيران الراحل بوجود رائحة كريهة تنبعث من شقته السكنية، وتم طرق الباب أكثر من مرة لكنه لم يرد، وانتقل فريق من قوات الشرطة برئاسة العميد محمد عمار، مدير إدارة البحث الجنائي بالمديرية، إلى مكان البلاغ وتم كسر باب الشقة، تم العثور على الجثة في حالة تعفن ورجح وفاته منذ عدة أيام، عن عمر يناهز 74عاما، كما تبين أنه كان يعيش بمفرده ويعاني من أمراض شيخوخة، وتم نقله بسيارة إسعاف إلى المستشفى العام، وحرر محضر حمل رقم 1873 إداري قسم دسوق.