الرجال أيضاً يدخلون المطبخ «جوزك على ما تعوديه»
زغلول وهشام
حبهم للطهى جعل كلاً منهم «شيف» فى بيته، يمارسون هوايتهم المفضلة ويتفننون فى الطبخ، بين جدران المطبخ وتفاصيله يُخرجون طاقتهم الإبداعية، تقطيع البصل وتحضير الصلصة والشوربة، وتجهيز الدجاج واللحمة للطهى أمر ممتع بالنسبة لهم، بعضهم يحقق من وراء موهبته فى الطهى بعض المكاسب الخاصة به، والبعض الآخر يقضى أوقات فراغه فى الطهى، رافعاً شعار: «الطبخ مش بس للستات».
هشام خضر، 24 عاماً، من محافظة البحيرة، يتفنن فى طهى المحشى والملوخية والعكاوى والكبدة الإسكندرانى، فبينما كان الصغار يحبون اللعب كان يعشق مشاهدة برنامج الطبخ الوحيد الذى كانت الشيف منى عامر تقدمه على القناة الثانية الأرضية، يتسلل وراء والدته للمطبخ، ليراها كيف تقطّع الخضار وترص الصوانى، وتقلب الأطعمة.
«هشام»: كان نفسى أشتغل شيف.. «زغلول»: الأكلة الحلوة تتعمل بمزاج
على الرغم من دراسته للهندسة، وانشغاله طوال الوقت، فإنه لم يتخلّ عن هوايته المفضّلة التى يتسلل إليها فى أوقات فراغه تارةً، وأخرى لمساعدة والدته: «بطبخ من صغرى وكان نفسى أكون شيف»، طبيعة وجود كليته فى محافظة الإسكندرية بعيداً عن والدته شجّعته ليمارس الطبخ ويعد وجبات بشكل أكبر، وخلقت له مساحة كبيرة للابتكار: «كنت بطبخ لنفسى فى السكن كتير، وده اللى خلّانى أتقن أكلات مختلفة».
عشقه للطبخ شجع أصدقاءه على أن يزاملهم فى السكن مجاناً، بشرط أن يستمتعوا بأكلاته ويطبخ لهم: «كنت فعلاً بعمل لهم أكل بيتبسطوا بيه، وماكنتش بدفع الإيجار»، يعد طاجن العكاوى هو أكثر الأكلات التى يعشقها ويتقنها جيداً: «بعمل الأكلة من الألف للياء من أول الإعداد ليها والتأكد من نظافتها لطهيها»، ويحاول من فترة لأخرى أن يساعد والدته، ويعد لها الوجبات بنفسه: «بدخل المطبخ وأفاجئها إنى عملت الأكل كله، خصوصاً أن والدتى ما عندهاش بنات وأنا الكبير».
أراد هو الآخر أن يثبت أن الرجال قادرون على إعداد وجبات شهية وأن المطبخ لا يقتصر على النساء فقط، أحمد زغلول، 28 عاماً، عامل بأحد المحال التجارية، حبه للطعام جعله يتعلم طهيه، جرب مرات حتى احترف إعداده، وأصبح ماهراً يجيد التعامل مع أدوات المطبخ، يعد ويبتكر أصنافاً متنوعة، ليؤكد أن السر الحقيقى وراء ذلك هو الحالة المزاجية للطاهى أو «النفَس».
على الرغم من زواجه منذ عامين، فإنه يقوم بتقديم أشهى الوصفات لزوجته، ما بين الطعام التقليدى والوصفات الجديدة التى يتعلمها من خلال متابعة بعض برامج التليفزيون الخاصة بالطبخ: «مراتى اتعودت إنها تاكل الأكل الحلو والمختلف من إيدى، حتى الحلويات أنا اللى بعملها».
«مصطفى»: أمى علمتنى سر الطبخة الحلوة.. ودخلت مدرسة خاصة بتعليم فنون الطبخ
يدخل المطبخ باستمرار، فليس هناك وقت معين يخصصه للطهى: «حتى لو ما عنديش إجازة، بعد ما أرجع من الشغل أدخل على المطبخ، طول ما أنا ليّا مزاج أعمل أكلة معينة، بقوم على طول أعملها لو فى نص الليل».
يحرص بعض أقاربه وأصدقائه على زيارته باستمرار من أجل تذوق طعامه الشهى، «شاورما، طواجن مكرونة، كبدة إسكندرانى، كبسة، سوشى، مشويات، نجرسكو، بيتزا، كريب، بسبوسة، تورتات، تشيز كيك».. بعض الأكلات المصرية والأجنبية التى يحرص «زغلول» على إعدادها بالمطبخ: «بعمل أكل طعمه أحسن من أى مطعم بره».
لا يشاهد التليفزيون نهائياً إلا من أجل برامج الطبخ: «مش عيب إن الراجل يعمل أكل، حتى لو متجوز، بالعكس ده مزاج وهواية، وأنا بدخل المطبخ من صغرى».
تميُّز والدته فى الطبخ جعل منه محباً لطهى الطعام، مصطفى محسن، طالب بكلية السياحة والفنادق، فضوله لمعرفة ما تقوم به والدته داخل المطبخ والسر الذى تضعه بكل أكلة، جعله يتتلمذ على يدها حتى أصبح طباخ العائلة: «أول مرة دخلت المطبخ كان عندى 10 سنين.. كنت براقب أمى بتعمل إيه وبتحط إيه على إيه لحد ما اتعلمت»، عشقه للمطبخ دفعه لدخول مدرسة مرتبطة بتعليم الطبخ وفن إتيكيت تقديم الطعام للضيوف: «دخلت المدرسة مخصوص، عشان أتعلم وأتقن الموضوع أكتر».