أخطاء إخراجية بالجملة فى مسلسلات رمضان
ظهور الجمهور فى كادر «نسر الصعيد»
واضحة لا تخطئها العين، يتبارى الجمهور فى رصدها ونشرها على مواقع التواصل الاجتماعى، لتصبح الأخطاء الإخراجية فى دراما رمضان هى العنوان الأبرز هذا العام. الثغرات الإخراجية لم يقع فيها أصحاب التجارب الأولى من المخرجين فقط، بل وقع فيها أيضاً عدد من المخرجين المخضرمين، على سبيل المثال نجد المواطنين يتجمهرون لمتابعة تصوير مشهد قفزة محمد رمضان فى النيل ضمن أحداث مسلسل نسر الصعيد، وأيضاً ظهور ممثلة فى العمل نفسه وهى تحمل ميكروفون تسجيل الصوت أثناء حوارها مع البطل. الأخطاء الإخراجية لم تقتصر على مسلسل «نسر الصعيد»، بل امتدت أيضاً لعدة مسلسلات أيضاً، منها على سبيل المثال، لا الحصر، مسلسل بالحجم العائلى، حيث ظهر ممثل وهو حليق الوجه، بينما طل بالشارب واللحية فى المشهد التالى، كما دعت فنانة زميلها باسمه الحقيقى فى أحد مشاهد «كلبش2»، وجاء ذلك ضمن مجموعة كبيرة من الانتقادات تم توجيهها لمخرجى الأعمال الدرامية، كان أكثرهم شجاعة بيتر ميمى مخرج مسلسل «كلبش»، الذى أوضح أسباب مجموعة من الأخطاء التى ظهرت فى الحلقات عبر حسابه على «فيس بوك»، ما بين أنها حدثت سهواً أو بسبب ضيق الوقت. «قتل الإخراج مستباح»، قالها المخرج حسنى صالح تعليقاً على الوضع الحالى فى الدراما المصرية، متابعاً: «كل الأخطاء مهما كانت أسبابها يتحملها المخرج فيجب أن يشاهد الحلقات ويراجعها بشكل كامل، والسبب الرئيسى لتلك الأخطاء هو الاستعجال وضيق الوقت فلا يوجد وقت للمراجعة، المخرج الحقيقى عندما يخطئ يدخل فى حالة اكتئاب ويعيش فترة طويلة يشعر بالعار من جراء هذا المشهد».
وأكمل: «لكن فى الوقت الحالى قد تمر أمام المخرجين أخطاء قاتلة لا يدركون وجودها، أتذكر فى (ليالى الحلمية) كان هناك خطأ حيث يظهر صوت أسطى الإضاءة أثناء تصوير المشهد متداخلاً مع تنهيدة أحد الممثلين، ولكن لم يلاحظها المشاهدون على الإطلاق، ولكننا ظللنا فى حالة حزن وتأنيب، فالوضع كان أشبه بجنازة على مدار أسبوع كامل».
«صالح»: المنتجون باتوا يعتمدون على مخرجين صغار لخفض التكلفة.. و«عبدالحميد»: الإنتاج تحول إلى سبوبة واستسهال.. و«موريس»: نتيجة متوقعة لـ«الطبخ السريع» والاستعجال للحاق بالموسم
وتحدث عن الأسباب الرئيسية التى أدت إلى ظهور مثل هذه الأخطاء فى المسلسلات، قائلاً: «الأمر له صلة برغبة المنتجين فى خفض تكلفة العمل، إذ يطبقون ذلك فى الجزء الأهم من العملية الدرامية، ولذلك تخرج الأعمال فى الوقت الحالى مهلهلة، حيث أصبح هناك قناعة تامة خاطئة فى الوقت الحالى، مفادها أن المخرج ليس له أهمية، فيتم الاعتماد على مخرج شاب مطيع، لأن المنتج لا يريد تحمل تكلفة أجر مخرج كبير، وبالتالى ينتقى أنشط مساعد مخرج ليقوم بالمهمة، أو يختار مخرجاً يقدم «كادرات» جيدة، فيبحث عن مخرج إعلانات أو أغانى فيديو كليب، وفى النهاية النتيجة تكون غير مرضية، وفى الوقت نفسه تتم الاستعانة بكاميرات ذات جودة عالية وبرامج تحسن الصورة، ولكن التكنولوجيا لا تصنع مخرجاً جيداً».
من جانبه، قال المخرج جمال عبدالحميد إنه لم يشاهد سوى 3 حلقات من المسلسلات المشاركة فى سباق الدراما الرمضانية، متابعاً: «مستوى الكتابة سيئ لدرجة كبيرة، ولم يعد هناك موضوعات جيدة، وهناك استسهال واضح فى الإخراج والكاميرات مهتزة فى بعض الأعمال، والصور مظلمة فى أعمال أخرى، فالانهيار وصل إلى مداه، ونحن فى حالة حداد على الدراما المصرية والمستوى الذى وصلت إليه». وأضاف: «هناك مؤامرة واضحة يشارك فيها المنتجون، وهى التى أدت إلى تلك الحالة من الانهيار، فالإنتاج الدرامى تحول إلى سبوبة دون النظر إلى المحتوى أو الرسالة التى تقدمها، وأصبحت الأعمال مليئة بأخطاء (خايبة)، لا تخرج من مخرجين على دراية بأساسيات مهنتهم».
وفسرت الناقدة ماجدة موريس أسباب تلك الأخطاء بما وصفته بـ«الطبخ السريع»، موضحة: «فى الوقت الذى ينتظر فيه الجمهور الحلقات الجديدة، يواصل فريق العمل تصوير باقى مشاهد المسلسل، فلا يوجد مساحة زمنية للتأنى أو فرصة للإتقان، رغم وجود كل العناصر المساعدة، فهناك مجموعة كبيرة من المهن لم تكن موجودة فى أيام الجيل القديم، وهناك فريق عمل خاص للتتر، وفرق مراقبة الحركة والحوار، بالإضافة إلى اسكريبت الملابس، فالساحة الآن لها أضعاف الفنيين مقارنة بالماضى، ومع ذلك تحدث كل هذه الأخطاء».
واستطردت: «لم أستغرب وجود تلك الأخطاء فى الأعمال الرمضانية فهو أمر متوقع، بسبب السرعة التى يعمل بها صناع الدراما للحاق بالموسم الرمضانى، ولكننا نفتقد خطط عمل تعطى المسلسل حقه ليخرج بشكل متقن بغض النظر عن موعد عرضه، فالمشكلة ليست فى وجود أخطاء فقط، بل فى بعض الأحداث غير المنطقية المبالغ فيها، خصوصاً فى مشاهد العنف فنجد جيوشاً جرارة تحمل أسلحة ويتغلب عليهم البطل بسهولة، سواء فى مسلسل (رحيم) أو (نسر الصعيد)، فالهدف من ذلك تقديم الممثلين فى صورة أبطال دون النظر إلى مدى منطقية ذلك».