ديوان محافظة القاهرة «خارج الخدمة» فى شهر الصيام.. والمحافظ للقيادات: رمضان يحث على العمل
مكاتب المحافظة خاوية على عروشها
مع قدوم شهر رمضان سيطرت حالة من الهدوء على أغلب موظفى ديوان عام محافظة القاهرة، وتراجع تردد الجمهور على مكتب خدمة المواطنين فى أول أيام الشهر الكريم.
تبدأ ساعات العمل داخل الديوان من التاسعة صباحاً حتى الثانية ظهراً، وخلال هذه الفترة نجد موظف الأمن مفتول العضلات يقف على الباب الجانبى للديوان، ولا يسمح بدخول المواطنين إلى الديوان إلا فى حالة الضرورة للاستفسار عن طلباتهم أو تقديم مظلمة أو شكوى.
ما إن تطأ قدمك داخل مبنى الديوان حتى ترى الموظفات يتسابقن إلى منفذ بيع الخبز بالمحافظة لشراء احتياجاتهن من العيش وبعض السلع، وبالمرور داخل مبانى المحافظة تجد الغرف مكتظة بالمكاتب، ما بين موظف يؤدى بعض الأعمال، وآخر ممسك بالمصحف ليقرأ القرآن بهدف ختم كتاب الله بنهاية رمضان، وهناك مكاتب أخرى خاوية، وأخرى أبوابها مغلقة على من فيها، والطرقات شبه خاوية، فيما كانت علامات الفرحة بادية على بعض العاملين بسبب حصولهم على كرتونة مواد غذائية من المحافظة.
موظفات يتسابقن نحو منفذ بيع الخبز ويتبادلن الحديث عن الدراما والمأكولات.. وموظفون فى إجازة عدة أيام للاحتفال
رصدت «الوطن» انتشار المصليات داخل الديوان فى الأدوار المختلفة، حيث تجد مصلية للرجال، وأخرى للنساء عليها ساتر قماش، وترى إقبالاً وزحاماً عليها من الموظفين خلال أداء صلاة الظهر، وهناك من يذهب إليها لأداء ركعتين قبل رفع الأذان أو التسبيح والاستغفار.
وبالمرور من إدارة لأخرى شاهدت «الوطن» من الموظفين من استلقى على المكتب برأسه مستسلماً للنوم بسبب سهر الليل وتقطع فترات النوم بسبب السحور، وبعض الموظفات يتسامرن فيما بينهن ويتبادلن الحديث عن أحداث الأعمال الدرامية فى رمضان وأهم البرامج والفنانين وأفضل المسلسلات، وفئة أخرى تركز فى حديثها على أعمال الطبيخ والمأكولات الشهية خلال رمضان، وكيفية عمل الحلويات، وبمجرد أن تسأل الموظف أى طلب أو سؤال تجده متأففاً وكأنه يحمل على ظهره حملاً ثقيلاً، ولسان حاله يقول «إحنا صايمين».
وفى الدور الأرضى تسيطر حالة من الهدوء على «المركز التكنولوجى»، حيث كان هناك انتظام فى العمل وتلقى شكاوى المواطنين والتفاعل معها والرد عليها.
وفى أحد الأدوار العليا تجد ورقة صغيرة معلقة على أحد الأبواب مكتوباً فيها: «التعامل مع أهالى ماسبيرو بعد الساعة الواحدة ظهراً»، وهناك إحدى السيدات من أهالى منطقة مثلث ماسبيرو تقف أمام باب الغرفة لإنهاء إجراءات حصولها على التعويض النقدى، قائلة: «مش عايزة آجى كتير فى رمضان، ويا رب تخلصوا لى حاجتى».
زحام على مصليات الرجال والنساء بمختلف الأدوار.. والبعض يذهب إليها قبل رفع الأذان لأداء ركعتين والتسبيح والاستغفار
وأمام مقر إدارة الأملاك بالمحافظة تصادف دخول أحد رؤساء الأحياء إلى الإدارة، وبسؤاله عن العمل خلال شهر رمضان، رد قائلاً: «بإذن الله سيتم إنجاز بعض الأعمال داخل نطاق الحى بعد شهر رمضان»، وكأن شهر رمضام مقصور على الصيام والقيام، بينما إنجاز الأعمال مؤجل لحين انتهاء الشهر الفضيل.
جاء ذلك، فيما رصدت «الوطن» انصراف بعض الموظفين قبل مواعيد العمل الرسمية، بدعوى أنهم مكلفون بمهام عمل أو مأموريات خارج الديوان، فيما كانت العيادة الطبية، فى الساعة الواحدة ظهراً «خاوية على عروشها».
وفى بعض الإدارات داخل محافظة القاهرة يلجأ بعض الموظفين للحصول على إجازة لبضعة أيام خلال الشهر الكريم، كفرصة للاستمتاع مع أسرهم بطقوس الشهر، والتغلب على بعض متاعب الصيام، ومن الملاحظ توقف حملات الإزالة فى الأحياء منذ بداية شهر رمضان.
وبينما يحدث ذلك، عقد المهندس عاطف عبدالحميد، محافظ القاهرة، عدة اجتماعات مكثفة مع بعض القيادات ورؤساء الأحياء ومديرى المديريات لمتابعة المشروعات الجارى تنفيذها، مؤكداً ضرورة الالتزام بالمواعيد المحددة لتسليم المشروعات، وشدد المحافظ على ضرورة الإنجاز فى العمل خلال شهر رمضان، وعدم تعطيل مصالح المواطنين بدعوى الصيام، مشيراً إلى أن شهر رمضان يحث المواطنين على العمل والاجتهاد، ودعا المحافظ العاملين بالمحافظة إلى استكمال المشروعات القائمة وعدم تعطلها بمختلف الأحياء،
وطالب «عبدالحميد» بتكثيف الحملات على المحلات والأسواق للتأكد من سلامة السلع والأغذية المعروضة، وضبط المخالف منها، وزيادة المعروض من السلع التموينية بالأسواق لتلبية احتياجات المواطنين.