الشيخ ياسر الشرقاوى.. مستقبل التلاوة المصرية
الشيخ ياسر الشرقاوى
فى سن مبكرة بدأ رحلته مع القرآن الكريم قبل دخوله المدرسة، تعلم القراءة والكتابة على يد والده الشيخ محمود الشرقاوى، مدرس القرآن والقراءات بمدارس تحفيظ القرآن الكريم بالمملكة العربية السعودية، وفى سن الرابعة عشرة أتم حفظ كتاب الله.. إنه ياسر الشرقاوى، أحد مواهب التلاوة الواعدة هذه الأيام التى تتمتع بصوت عذب وأداء لا يخلو من خشوع، عندما وصل إلى الصف السادس الابتدائى، التحق بالأزهر حتى تخرج فى كلية الشريعة والقانون عام ٢٠٠٩، وواصل قراءة القرآن لكن برواية حفص فقط، دون القراءات التسع الأخرى.
وبعد قصة مثيرة كان بطلها الشيخ أبوالعينين شعيشع، نقيب القراء، بدأ الشيخ ياسر الشرقاوى رحلته فى 2006 للالتحاق بالإذاعة والتليفزيون، فذهب إلى القارئ الشيخ أبوالعينين شعيشع فى منزله بمصر الجديدة برفقة اثنين من أصدقائه، وقرأ أمام نقيب القراء بعض آيات القرآن ثم قلده فى الأذان بصوته الشيخ شعيشع المميز فأعجب به، وقال له: «أنت صوتك كويس لكن ابتعد عن التقليد».
بعد عدة زيارات من القارئ الشاب إلى منزل الشيخ أبوالعينين عرض عليه أن يتقدم للإذاعة، فكتب طلب الالتحاق أمامه ليقوم الشيخ أبوالعينين بتزكيته ويقدم الطلب بنفسه إلى مسئولى الإذاعة، لينجح فى الاختبار الأول من المرة الأولى، ثم اجتاز امتحان القرآن والتجويد، وبعد مهلة ٦ أشهر وثلاث محاولات تمت إجازته ليتلو على المستمعين فى مشارق الأرض ومغاربها أول تلاوة قرآنية على الهواء مباشرة فجر ٢٥ يناير ٢٠١٢.
قرأ القرآن الكريم فى العديد من الدول العربية والإسلامية والغربية، منها تركيا والنمسا والجزائر والمغرب وإيران، ومثل مصر وحصل على المركز الخامس فى تلاوة القرآن الكريم على مستوى العالم بمسابقة إيران الدولية، كما كان عضواً بلجنة تحكيم مسابقة القرآن الكريم فى سلطنة بروناى، وكرمه السلطان حسن بلقيه.
ويعترف الشيخ الشاب فى حوار أجراه الزميل محمود المطعنى لصحيفة الأهرام، أنه ينتمى لمدرستى الشيخين مصطفى إسماعيل وعلى محمود، ويقول الشيخ ياسر: «لى الشرف أنى من محبى مدرسة الشيخ مصطفى إسماعيل لأن الشيخ مصطفى لا يسير على نمط معين فى التلاوة لأنه كل يوم له أداء مختلف لا يكرر ما يقوله، فلم تكن تلاوته وطريقته نمطية ولا بها رتابة، لهذا الكثير من القراء ينهلون من تلاوته».
الشيخ الشاب، يطرح شروطاً يجب أن يتمسك بها القارئ ليصبح متميزاً ومستقلاً فى أدائه، أولها الالتزام بآداب التلاوة القرآنية السليمة، والبعد عن الألحان الموسيقية التى لا تناسب جلال اللحن القرآنى الفطرى، وثانيهما أن يستمع لمدارس تواشيح وابتهالات الرعيل الأول من المنشدين.
«الشرقاوى» أعلن فى غير مرة ويؤيده كاتب هذه السطور أن مدرسة التلاوة المصرية أصبحت فى خطر، مطالباً الدولة بالحفاظ على مدارس التلاوة المصرية لتعود لمصر ريادتها فى هذا الفن الأصيل.