محمد محمود خضير يكتب: فرصة العمل فى مصانع الاستثمار
محمد محمود خضير
تظهر قضية هامة فى بورسعيد هذه الأيام، وهى البحث عن فرص عمل جديدة للشباب بالمحافظة، ومن المنطقى قبلها أن نحافظ أولاً على فرص العمل القائمة بالفعل ونسعى إلى تطويرها وتذليل العقبات التى تحول دون الاستفادة القصوى منها حتى تستوعب فرص عمل جديدة، فضلاً عن ضمان استمرار القوى العاملة بها. ولا شك أن منطقة الاستثمار ببورسعيد تستوعب الآلاف من فرص العمل، إلا أن نظرة المجتمع ومعظم العاملين بالمحافظة قد ترتبت عليها نتيجة خطيرة هى هروب معظم شباب بورسعيد من العمل بمصانع الاستثمار حتى انتشرت بسبب ذلك المقولة الشهيرة أن «شباب بورسعيد مش بتاع شغل».
ويمكن إجمال هذه النظرة فى عدد من النقاط، وهى أن العمل فى الاستثمار عمل مؤقت حتى تتوافر فرصة عمل حقيقية للشاب أو للفتاة، والانطباع بأن العمل داخل الاستثمار هو عمل دون المستوى اجتماعياً، وأن الاستمرار فى العمل داخل الاستثمار يعنى العبودية لصاحب العمل وإدارته، بالإضافة إلى أن غياب الأمن الصناعى، والتلوث، وعدم التهوية تصيب العامل بأمراض صدرية. ولا شك أن هذه النظرة لها أسبابها التى رسخها واقع التجربة العملية فى هذا القطاع ووجود مشكلات عديدة يعانى منها العاملون، على سبيل المثال مشكلات تشريعية تتعلق بقانون العمل والتوازن المفقود فى العلاقة بين العامل وصاحب العمل، ومشكلات قانونية مثل التأمينات، والأجور، والعقود المؤقتة، ولائحة الجزاءات، وغيرها، ومشكلات أدبية واجتماعية مثل أسلوب تعامل الإدارة مع العاملين الذى يُعد انعكاساً لنظرة صاحب العمل أو من يمثله للعامل، التى تكونت عبر سنوات طويلة بمساعدة المسئولين له، بحجة أنه يوفر الآلاف من فرص العمل للشباب الذين لا بديل لهم، وأن البلد هو الذى يحتاج للمستثمر أكثر من احتياجه هو للاستثمار فى البلد، والإحساس بعدم الاستقرار فى العمل، مما يؤثر على العامل من حيث ترتيب التزاماته المادية والاجتماعية، الأمر الذى يجعله، وهو فى العمل، دائم البحث عن فرصة عمل أخرى تمنحه الإحساس بالاستقرار والأمان.
ورغم كل هذه المشكلات فلا بد أن نعترف بوجود مزايا عديدة قد تكون غير محسوسة للبعض ولن يشعر المجتمع البورسعيدى بقيمتها إلا إذا فقدها، ومن هذه المزايا استيعاب عمالة كثيفة، وهو ما يعنى توفير فرص عمل لعدد كبير من الشباب فى ظل انعدام فرص عمل حقيقية دائمة أو مؤقتة داخل بورسعيد، وارتفاع العائد من العمل فى الاستثمار مقارنة ببعض الأعمال الأخرى فى ظل حالة الركود التى تعانى منها بورسعيد حالياً.
والحلول المقترحة حتى يصبح العمل فى الاستثمار فرصة وميزة هى: عمل آلية أو شكل مؤسسى (مجلس عمالى) بموجبه يتم عقد اللقاءات الدورية بين محافظ بورسعيد والأجهزة المختصة مع أصحاب الأعمال وممثلى العمال، وتكون هذه اللقاءات لها موعد ثابت فى أجندة كل الأطراف.
ومن أهداف هذا المجلس التواصل الدائم والمستمر بين جميع الأطراف، حيث إن ذلك كفيل بحل أى أزمة أو مشكلة فور وقوعها، وبحث تطوير العمل بمنطقة الاستثمار لصالح جميع الأطراف، وإصدار مطبوعات دورية لتعريف العامل بحقوقه وكيفية المطالبة بها من الناحية الإدارية والقانونية.
منسق حملة «بورسعيد تستحق»