جمعة: وثيقتا المدينة والحديبية أعظم وثائق التعايش في تاريخ البشرية
الدكتور محمد مختار جمعة - وزير الأوقاف
أكد الدكتور محمد مختار جمعة، وزير الأوقاف، أنه يجب أن نستلهم الدروس والعبر من سيرة النبي، ومن أهمها فضل التسامح، مستشهدًا بما فعله النبي مع أهل مكة عندما دخلها فاتحًا منتصرًا، فقال لهم: ما تظنون أني فاعل بكم، قالوا: خيرًا، أخ كريم، وابن أخ كريم، فقال قولته المشهورة: "اذهبوا فأنتم الطلقاء"، وهو ما يجسد قيمة التسامح في أسمى معانيها، موضحًا معاليه أنه موقف عظيم من أعظم مواقف الإنسانية، فهؤلاء هم من آذوا النبي وأخرجوه من بيته ووطنه، ومع ذلك عفا عنهم وتسامح معهم، حرصًا منه على دخول مكة بلا قتال ولا سفك دماء.
وأكد خلال احتفال الوزارة بذكرى فتح مكة بمسجد السيدة نفيسة، أن وثيقتي المدينة والحديبية أعظم وثيقتين في التسامح والرحمة والتعايش السلمي وفقه العيش المشترك في تاريخ البشرية جمعاء، لما تمثلاه من دليل دامغ على الرقي والإنسانية، ففي وثيقة المدينة ليس أعظم من أن يعدد النبي يهود المدينة من بني عوف والنجار وغيرهما، ويكتب أنهم مع المؤمنين أمة، فهذا تأصيل وتأسيس لروح الدولة والمواطنة، وما فعله تشريع لحرية المعتقد.
وأشار إلى أن صلح الحديبة نص على أنه من أراد أن يدخل في حلف رسول الله فليدخل، ومن أراد أن يدخل في حلف قريش فليدخل، فدخل بنو بكر في حلف قريش، ودخلت خزاعة في حلف رسول الله، غير أن قريشا هي التي نقضت العهد، فهب النبي لنجدة حلفائه، فكان فتح مكة.
ونصح جمعة كل عابد صائم قائم معتكف لله أن يملأ قلبه بالرحمة والتسامح والخضوع والخشوع لله "عز وجل"، مؤكدًا أن هذه الرحمة هي التي سمت بالرسول إلى أعلى الدرجات ، فديننا دين الأخلاق والمكارم، ولنا في النبي الأسوة لقوله: "إنما بعثت لأتمم مكارم الأخلاق".
وأوضح، أن الاعتكاف لا قيمة له ما لم يمتلئ قلب صاحبه بالرحمة والتسامح، فلابد أن تصل العبادة بصاحبها إلى الصدق والإخلاص والأمانة وعدم الغش.