في ذكرى رحيل "رزة".. روح قائد انتفاضة السبعينيات تملأ "التحرير"
أحمد عبد الله رزة رمز الحركة الطلابية في السبعينات
"أنا شوفت شباب الجامعة الزين أحمد وبهاء والكردي وزين".. كلمات تغنى بها أحمد فؤاد نجم على لسان الشيخ إمام، يحكي عن شباب انتفاضة السبعينات، فكان أحمد عبدالله رزة، رئيس اللجنة الطلابية العليا، حينها أول من ذكره الفاجومي في شعره.
بعيد عن الأضواء والعدسات، تشارك الفنانة بشرى عائلتها في إحياء ذكرى والدها الراحل، فتروي الأم، ابتهال رشاد لـ"الوطن"، أنه عادة ما تجتمع العائلة وصغارها والأصدقاء في السادس من يونيو كل عام إحياءً لذكرى رحيل الدكتور أحمد عبدالله، فمازالت الأسرة على تواصل مع رفقاء النضال السياسي حتى يومنا هذا، وعلى رأسهم الدكتور نبيل مرقس وجورج إسحق وأحمد بهاء الدين شعبان وغيرهم.
ينفتح باب المكتب فيرحب بك اسمه على إحدى قطع الديكور المكتبي "د. أحمد عبدالله"، يخطف نظرك بعدها برواز للزعيم جمال عبد الناصر معلقًا على الحائط، ما عدا ذلك أرفف تضج بمئات الكتب والملفات، هذا ما ينطوي عليه مكتب "الواد أبو كوفية حمرا"، كما نعته السادات، مطالبًا بالقبض عليه خلال اعتصام الجامعة عام 1972، فكان أول تدخل أمني في تاريخ جامعة القاهرة يستهدفه.
وتحقق ما نادى الشباب به باندلاع حرب أكتوبر المجيدة، وتخرج قائد الحراك في كلية العلوم السياسية وحصل على الدكتوراه فيها من جامعة كمبريدج البريطانية، فيهديها لأهالي منشأه بحي عين الصيرة ويعود ليؤسس مركز "الجيل" بذات الحي لخدمة وتنمية المجتمع.
عشرات الأبحاث والكتب كانت درتها "الطلبة والسياسة"، دستور أي حراك طلابي مر بعد إصداره، بالإضافة إلى مركز "الجيل"، إرث تركه أحمد عبدالله تحاول الابنة الحفاظ على حلقة الوصل بينهم وبين منشأ والدها كما أضافت الأم، فتشارك في جزء من أعباء المركز المادية، أما تاريخه فيتشبث به تلامذته حتى الآن.
لازم طيف أحمد عبدالله أي حراك بعد رحيله في 2006، فكانت الأسرة حريصة على المشاركة في ثورة 25 يناير، فالتقى الأحبة في الميدان، كما تروي زوجته: "كنا بنّادي عليه في التحرير"، آملين في تحقيق حلمه في التغيير بالشباب، حتى أن علقت الفنانة بشرى على خلفية تنحي مبارك أن بإمكانها الآن تلقي عزاء والدها.