قصة آية| عداوة الكفار للمؤمنين
قصة آية
نهانا الله عز وجل من التعامل مع المنافقين واتخاذهم أولياء، وكذلك النبي (صل الله عليه وسلم)، نهانا عن ذلك وشرع لنا في سنته أحاديث تصفهم وتخبرنا عن سلبياتهم وعداوتهم وأضرارهم، وهذا ما تشير إليه الآية الكريمة. قال الله تعالى: "يا أيّها الذين آمنوا لا تتّخذوا بِطَانةً مِن دُونكم لا يَألُونكم خَبالاً ودُّوا ما عَنِتُم قد بَدَتْ البَغْضَاءُ من أفواههم وما تُخْفي صدُرُهم أكبر"، آل عمران. في هذه الآية الكريمة، ينهى الله تبارك وتعالى عباده المؤمنين في كل زمان ومكان عن اتخاذ المنافقين، والكفار أولياء، وأصدقاء أوفياء يكون لهم ما يكون للأصدقاء من واجبات وحقوق، لأنهم لن يدّخروا جهدا في إلحاق أشدّ الضّرر بالمؤمنين، لأنّ دينهم الغشّ والخداع، والمكر شعارهم، وإنْ أبدوا خلاف ذلك، فإنّ عداوتهم ظاهرة بما يُنطقهم الله به على ألسنتهم، وبإصرارهم على كفرهم، وتكذيبهم وضلالهم وعداوتهم على الدّين، ومع هذا، فما تُخفيه صدورهم، وما يُضمرونه للمؤمنين من البغض والعداوة أكبر وأعظم ممّا بدا وظهر على ألسنتهم. وفي الآية نهي عن الركون إلى الكفار والوثوق بهم، واصطفائهم من دون المؤمنين الموحّدين، فالكفر ملّة واحدة، وعداوتهم للدّين باقية بقاء الدنيا ما داموا على كفرهم، وتواترت الدّلالات على مدار التاريخ قديمه وحديثه ما يُبيّن أنّ ما أخبر الرّب سبحانه به في هذه القضية هو الحق الذي لا مِراء فيه. والشواهد كثيرة: فمن فتنة الخوارج وحرب الرِّدّة التي تصدّى لها الصّدّيق أبوبكر رضي الله عنه، وما مرّ من أحداث في خلافة عمر وعثمان وعليّ مرورا بالحملات الصليبية التي استمرّت قرنين من الزمان، ثم جاء بعدها الاحتلال العسكريّ (الاستعمار) لبلاد المسلمين، ولا تزال حملات النَّيْل من الإسلام، ومن نبيّه (صل الله عليه وسلم) مستمرة إلى يومنا هذا، وإلى أنْ يرث الله الأرض ومَن عليها، ومع هذا لا يزال بعض أبناء ملّتنا يتعاموْن عن الآيات التي بيّنها لنا ربنا عمّا تضمره ضمائر أعدائنا.