ناشطون ينتقدون محاكمة إعلامي في المغرب بتهمة الاتجار بالبشر
صورة أرشيفية
قال حقوقيون ومثقفون وإعلاميون مغاربة، إن ملف محاكمة توفيق بوعشرين ناشر صحيفة أخبار اليوم، شهد مجموعة من التجاوزات التي أخلت بشروط المحاكمة العادلة للصحفي الذي يواجه اتهامات، منها الاغتصاب والاتجار بالبشر، جاء ذلك في ندوة علمية نظمتها لجنة الحقيقة والعدالة في قضية الصحفي توفيق بوعشرين، ليلة السبت، بالعاصمة الرباط، وفقا لما ذكرته وكالة "الأناضول" التركية.
ودعا المفكر عبد الله حمودي، من أبرز علماء الأنثروبولوجيا المغاربة، إلى ضرورة طرح سؤال المحاكمة العادلة في قضية بوعشرين إلى غاية نهاية المحاكمة، مؤكدا أنه يشك في صحة تهمة الاتجار بالبشر التي يواجهها، وشدد على أن بوعشرين الذي يعرفه لا يمكن أن يتغير بشكل جذري حتى يصبح متاجرا بالبشر، واعتبر أن التهم التي يواجهها "مبالغ فيها".
من جانبه، اعتبر المحامي عبدالرحمن بنعمرو، أن متابعة الصحافي توفيق بوعشرين، لم تحترم ضمانات وشروط المحاكمة المعادلة، التي ينص عليها القانون والدستور المغربي، وقال بنعمرو إن النيابة العامة خرقت قرينة البراءة المنصوص عليها في الدستور والقانون الجنائي، بعدما قررت إحالة بوعشرين في حالة اعتقال،
بدوره، سجل محمد رضى، عضو المكتب التنفيذي لمنتدى الكرامة لحقوق الإنسان (غير حكومية)، أن الصحافي بوعشرين يتعرض لما أسماه "اعتقالا تحكميا"، مبرزا أن النيابة العامة تمثل طرفا أساسيا في الملف، وأوضح الناشط الحقوقي أن الفيديوهات والصور التي يجري الحديث بشأنها في المحاكمة، معتبرا أن الفيديوهات والصور لا يمكن أن تشكل إثباتا للهوية بالمعنى القضائي، مضيفا: "مسار التعرف على الهوية يستحيل تحديده من خلال الفيديوهات، ولا يمكن أن تكون هناك خبرة تؤكد ذلك".
وكانت محكمة الاستئناف بمدينة الدار البيضاء، قررت "السرية" في جلسات بوعشرين، منذ 5 مايو الماضي، وانطلقت في 8 مارس الماضي، أولى جلسات محاكمة بوعشرين.
وذكرت وكالة"الأناضول" التركية: "يتابع الرأي العام، قضية بوعشرين، باهتمام كبير، منذ توقيفه في 23 فبراير الماضي من مقر جريدة أخبار اليوم التي يملكها، بمدينة الدارالبيضاء".
وقررت النيابة العامة، في 26 فبراير الماضي، اعتقال بوعشرين، وإحالته على محكمة الجنايات بتهمة" الاتجاربالبشر، واستعمال السلطة والنفوذ لغرض الاستغلال الجنسي عن طريق الاعتياد والتهديد بالتشهير"، عدا الاغتصاب، وهي التهم التي ينفيها بوعشرين ويقول إنها "ملفقة للإساءة إليه"؛ بسبب مواقفه التي يعبر عنها في افتتاحياته النارية التي كان ينشرها بشكل يومي في صحيفته.