دموع وآلام أمام مشرحة زينهم فى انتظار «الضحايا»
استقبلت مشرحة زينهم، صباح أمس، ضحايا الحادث الإرهابى على كنيسة العذراء بمنطقة الوراق.
وصرّح مصدر طبى بأن الجثث التى دخلت مشرحة زينهم من حادث كنيسة الوراق هم كاميليا حلمى عطية (62 سنة)، وسمير فهيم عازر (48 سنة)، ومريم نبيل فهيم (12 سنة)، ومريم أشرف مسيحة (8 سنوات).
ورصدت «الوطن» أحزان أسر الضحايا.. وقال خليل جورج خليل (25 سنة)، ابن القتيلة كاميليا حلمى، إن كل الضحايا من أسرته لأن حفل الزفاف الذى كان فى الكنيسة خاص بابنة عمه كاترين مسيحة، وإنهم كانوا ينتظرون حفل زفافها بفارغ الصبر وذلك بسبب حدوث حالة وفاة فى العائلة من فترة قريبة وهو ما جعلهم ينتظرون ذلك الحفل للفرح وللخروج من حالة الحزن.
وأضاف أنه يوم الأحد وفى الصباح الباكر ذهبت والدته إلى منزل عمه لمساعدتهم فى تجهيزات الفرح وذهبت مع العروسة إلى الكوافير، وأنه بعد العصر ذهب إلى منزل عمه لمساعدتهم فى تعليق الأنوار والزينة على المنزل واستقبال المعازيم، ولم يذهب معهم إلى الكوافير واتفقوا أن يتقابلوا فى الكنيسة.[SecondImage]
وشرح «خليل» أنه فى الساعة التاسعة والربع مساء وجد اتصالا من أحد أقاربه يبلغه بما حدث ويطلب منه أن يمنع باقى السيارات من الذهاب إلى الكنيسة خوفا على حياتهم، ولكنه ذهب إلى الكنيسة ووجد والدته ونجلة ابن عمه وابن خالته ونجلة أخيه وبعض أقاربه مثل الطيور المذبوحة داخل ساحة الكنيسة والباب مغلق عليهم من الخارج ولكنه دخل ووجدهم على الأرض ووجد والدته وابن خالته ونجلته متوفين وقامت الإسعاف بنقل المصابين إلى المستشفى.
وشرح خليل أن ما شاهده من خلال تعامل الأجهزة مع هذا الحادث ما هو إلا إهمال كبير وجسيم حيث لم تصل سيارات الإسعاف سوى بعد فترة، وكذلك كل ما تم التصريح به من قبل الجهات الأمنية هو عار تماما من الصحة حيث لا يوجد أمام الكنيسة سوى عسكرى واحد فقط.
وأكمل خليل بأن والده على المعاش ويبلغ من العمر 76 سنة وهو مريض وملازم الفراش ولا يعرف ما حدث لرفيقة حياته وأبلغته بأنها مصابة بطلق نارى فى القدم وذلك خوفا عليه من الصدمة حيث إنه رجل مريض وجليس الفراش.[FirstQuote]
وقالت عذراء جورج خليل (37 سنة) وابنة المتوفاة أنها كانت بصحبة والدتها منذ الذهاب إلى منزل عمها فى الصباح وحتى وفاتها أمام الكنيسة، وقالت بمجرد أن وصلوا إلى الكنيسة وبدأت المعازيم تنزل من سيارات الزفاف ظلوا لعدة دقائق أمام الكنيسة لزفاف العروسين ووجدت سيارة تقف فى الطريق على أنها معطلة وقامت بتعطيل حركة المرور، ثم وجدت إطلاق الرصاص عليهم ووقعت على الأرض وشاهدت 3 أشخاص ملثمين على دراجة بخارية، اثنان منهم يحملان أسلحة نارية والثالث يقود الدراجة وقاموا بإطلاق الرصاص وبعد ذلك هربوا وهربت السيارة أيضاً. قبل أن تحضر زفاف ابنة خالتها الذى طال انتظاره وبعد لحظات من ارتدائها ثوب الاحتفال تحولت فرحتها إلى صدمة والزغاريد التى امتلأ بها المكان انقلبت إلى صراخ وعويل، وسرعان ما بدلت ثوب الفرح بعباءة سوداء تقول إنها لن تخلعها أبداً بعد اليوم، لم تعرف مارى جورج ابنة الضحية تجلس أمام المشرحة وهى تصرخ «يا عذرا.. الحقينى».. تهدأ قليلا قبل أن تتحدث عن الكابوس الذى انتهى بمقتل والدتها و3 آخرين من أسرتها، تقول عن والدتها: «جلست يوم الحنة تبكى بكاء شديدا بدون سبب، وعندما سألتها قالت (فى فرح جاى)، مسكينة لم تعرف أن الفرح سيتحول إلى سرادق للعزاء فيها».. [ThirdImage]
كنا أول أتوبيس وصل للكنيسة -«مارى» تواصل- حوالى 25 فردا بمجرد نزولنا وقف بعضنا أمام الكنيسة فى انتظار وصول باقى السيارات.. كانت أمى لأنها مسنة ولا تقوى على الانتظار واقفة.. أحضر لها أحد الشباب كرسى وأجلسها أمام الكنيسة.. فجأة تعطلت إحدى السيارات فأوقفت الطريق تماما وبدا الشارع أمامنا خاليا من السيارات والأفراد.. ليظهر فجأة موتوسيكل صغير يجرى مسرعا ويجلس عليه 3 أفراد ملثمين.. وفجأه انهال علينا وابل من الرصاص ولأن الركاب لم ينزلوا منه كانت أغلب الإصابات فى الأسفل، أصابت الطفلتين وأمى لأنها كانت جالسة وبقية الإصابات لعائلتى أغلبها لرصاص اخترق عظام الرجل والفخذ والبطن، وبمجرد مرور الموتوسيكل تحركت السيارة المعطلة ولم نرَ سوى دماء أقربائنا تملأ الشارع».[SecondQuote]
تضيف: «إحنا أصلا من أوسيم، والعروسة من التبين، بس القدر جعل الأهالى يتفقوا على تلك الكنيسة دون غيرها لأنها كبيرة وتسع عددا كبيرا، العرايس قعدوا عند الجيران بمجرد سماعهم الخبر، وأهالى مريم أشرف ومريم فهمى الطفلتين القتيلتين حالتهم خطر فى معهد ناصر، مش عارفين هنبكى على مين ولا مين؟!».
وقال ناجى جرجس (28 سنة)، محاسب، أن ما حدث أمس الأول بث الخوف فى قلوب الأقباط وجعلهم يمتنعون عن الحضور إلى مشرحة زينهم للخروج فى جنازة الضحايا وفضلوا الانتظار فى الكنيسة وذلك خوفا من أى عمل إرهابى آخر وخاصة أن الموجودين فى الجنازة جميعهم أقباط.
الأخبار المتعلقة:
معهد ناصر: «صراخ» مستمر بـ«الطوارئ».. و6 عمليات للمصابين
مستشفى الساحل: معاناة المصابين تبدأ بـ«تذكرة الدخول».. ولا تنتهى فى غرفة المرضى
شهود عيان: «ملثمان» على موتوسيكل أطلقا الرصاص على الكنيسة
«الببلاوى» يعزى البابا «تواضروس» هاتفياً فى ضحايا الحادث
أقباط يعلنون الغضب على الحكومة.. ووقفة قبطية أمام مجلس الوزراء للمطالبة بمحاكمة وزير الداخلية
راعى كنيسة «الوراق»: الهجوم هدفه إثبات أن الوضع فى مصر غير مستقر
رئيس «الإسعاف»: 4 قتلى بينهم طفلتان و17 مصاباً حصيلة الهجوم الإرهابى
تحقيقات النيابة: منفذو الحادث استهدفوا المجنى عليهم بطلقات آلية فى الرأس والرقبة والصدر مباشرة
«الوطن» تنشر تفاصيل الهجوم الإرهابى على كنيسة «الوراق»
الإرهاب على أبواب «مريم العذراء»