مع ساعاته الأخيرة.. الأطفال: "ياريت رمضان يفضل طول السنة"
يلعبون كرة القدم فى وقت متأخر من الليل
هم أحباب الله، ومصدر بهجة وإزعاج في آن واحد، وشقاوة لا تهدأ ومساعدة لا تتوقف أيضًا، وفي رمضان يكون المشهد الأكبر في المساجد والشوارع من نصيب الأطفال.
مع لحظات الإفطار يستيقظ معظم الأطفال لتناول الطعام، ثم يخرجون إلى صلاة التراويح ويساعدون عمال المساجد في تجهيز المكان، ثم تبدأ فقرة من اللعب داخل المسجد أو في ساحته، ثم يلبعبون طيلة الليل، ولا يعودون لمنازلهم إلا للسحور، ثم يخرجون من جديد لصلاة الفجر ولعب الكرة التي تمتد لبعد الشروق بساعات، في أجواء غير مسموح بها لهم إلا في رمضان.
لا يخرج زياد أحمد، من منزله إذا تخطت عقارب الساعة الـ12 صباحًا، لكن ذلك التوقيت نفسه في رمضان، موعد التقائه بأصحابه للعب الكرة، ولا يسمح له بذلك الأمر بعيدا عن رمضان، ويخرج مع زملائه للعب في الشارع، حتى يمتد به الليل ويعود للسحور: "هو عارف إن رمضان بس اللي بيعمل فيه كده، وعشان كده هو مش عايز رمضان يخلص مطلقا"، تحكي والدة الطفل، التي تعتبر الشهر فرصة لطفلها يتعرف فيها على أطفال جدد من محيطه، ويخرج من حالة العزلة التي فرضتها عليه التكنولوجيا الحديثة متمثلة في الألعاب الحديثة.
يلعب زياد الكرة طيلة الليل وحين يتجه للمسجد في صلاة الفجر يساعد العمال هناك في فرش بعض الأماكن لتستوعب المصليين، مثله مثل العشرات غيره.
يخرج محمد أحمد، الذي يدرس بالصف الثالث الإعدادي، من منزله كل ليلة عقب الإفطار، ويلهوا مع أصدقائه في محال "البلاي ستيشن" ثم يخرج للعب الكرة قليلًا، والعودة من جديد للمنزل ثم الخروج ولعب الكرة حتى الـ8 صباحا: "وبيبقى اليوم كله نوم بقى عشان الصيام، يعني بنعكس حالنا" قالها محمد بينما كان باسم صديقه يحمل الكرة بيده لحظة استراحته من اللعب: "مش مسموحلي اتأخر في الشارع بس طالما رمضان فبتبقى الدنيا مختلفة شوية وعشان كده زعلان إنه هيخلص".
ساعات الصيام بالنسبة للأمهات أصعب ما تكون، لكن نوم الأطفال في تلك اللحظات أمر جيد، وبالنسبة لـ"هدى أحمد" إحدى الأمهات فإنها تعتبر الشهر بمثابة راحة لها بعض الشيء: "قعدتهم في البيت طول اليوم متعبة، ومع الصيام وعمايل الأكل هفرهد وعشان كده نومهم أحسن".