بروفايل| «معوض إبراهيم».. رحيل شيخ الأزهريين
صورة تعبيرية
بوجه سمح ولسان لم يتوقف عن ذكر الله طيلة حياته، تارة فى سبيل العبادة وأخرى فى سبيل العلم والعمل، كان الشيخ العلامة معوض عوض إبراهيم الذى وافته المنية أمس بعد رحلة طويلة مع العلم، عرفه الجميع خلالها عالماً فذاً، وإماماً مُقدماً فى عدة علوم، فهو الأزهرى المنهج، شيخ الأشعريين، وإمام الأحناف، وصاحب سند فى القراءات والحديث النبوى الشريف، عاش قرناً كاملاً ينشر المنهج الأزهرى، وكان أهم مبادئه المشهورة عنه فى حياته، ووصيته الدائمة لطلابه: «لا تكفّروا أحداً لخلاف معكم».
كان الشيخ معوض مضرب مثل بين كبار رجال الأزهر، إذ كانوا يتباهون به بمقولة شهيرة رداً على اتهام البعض لهم بتبعيتهم لجماعة الإخوان المسلمين: «لدينا أزهريون عمرهم أكبر من جماعة الإخوان فكيف لنا أن نتبع الزبد الذى يذهب جفاءً».
ولد الشيخ معوض عوض إبراهيم عام 1330هـ - 1912م، بقرية كفر الترعة الجديد مركز شربين محافظة الدقهلية، وعمره وفقاً للتقويم الميلادى 106 أعوام، والتحق الشيخ بالأزهر الشريف سنه 1344 هـ -1926 م، بعد أن أتم حفظ القرآن الكريم بكُتّاب القرية، وكان أقدم خريج أزهرى، وأكبر المُحدّثين فى العالم الإسلامى سناً، وحصل على إجازة التخصص «الماجستير» من كلية أصول الدين والدعوة عام 1941، كما حصل على إجازة التدريس، وعمل أستاذاً فى جامعة الأزهر وغيرها فى مختلف أنحاء العالم الإسلامى، مثل كلية الشريعة بالرياض، وكليتى أصول الدين والحديث النبوى فى الجامعة الإسلامية بالمدينة المنورة.
وصاحب الشيخ معوض أئمة أعلاماً فى تاريخ الأزهر؛ كالإمام الدجوى، ومخلوف، وخاطر، وبيصار، وأبوشهبة، والغزالى، وتلقى العلم على أيدى آخرين من الكبار كالشيخ محمد الأودن، وعلى سرور الزنكلونى، وأبوزهرة، والمراغى، وعبدالحليم محمود، والخضر حسين، والشيخ محمد يوسف موسى، ويُعَد أول من درس فى كلية أصول الدين كتاب: «مناهل العرفان فى علوم القرآن»، على شيخه العلّامة الشيخ عبدالعظيم الزرقانى، مؤلِّف الكتاب.
ولم يكن الشيخ عَلَماً من أعلام العلوم الدينية فحسب؛ فقد كانت له قصائد شعرية منشورة، وديوان شعر مطبوع.