انطلاق «منتدى باريس الاقتصادى» وتفاؤل بمسيرة الإصلاح فى مصر
سحر نصر خلال مشاركتها فى منتدى باريس الاقتصادى
انطلقت، أمس، فعاليات المنتدى الاقتصادى، الذى ينظمه معهد العالم العربى، بالعاصمة الفرنسية باريس، بحضور وزيرتى الاستثمار والتخطيط، سحر نصر وهالة السعيد، وكبريات الشركات الفرنسية، وعلى رأسها بنك «كريدى أجريكول»، وبمشاركة المجلس المصرى - الفرنسى للأعمال، وسط تفاؤل كبير من المشاركين بثمار الإصلاح الاقتصادى فى مصر.
وقال العضو المنتدب لبنك «كريدى أجريكول - مصر»، بيير فيناس، راعى المؤتمر: إن قرار تحرير سعر الصرف والإصلاحات الاقتصادية المصرية قرارات شجاعة، لكن الإصلاح لم ينتهِ بعد، خاصة أن هناك إجراءات اقتصادية متبقية، مشدداً على أهمية مواصلة السير فى اتجاه الإصلاح الذى سيدفع السوق المصرية إلى مكانة جيدة.
وقالت وكيلة الدولة لدى وزير الاقتصاد والمالية الفرنسى، دلفين جينى ستيفان، إن التطور الاقتصادى الذى شهدته مصر خلال الفترة الأخيرة، عبر إجراءات إصلاحية تحلت بالجرأة والشجاعة، بدأت تؤتى ثمارها، مضيفة أن الإصلاح يعمل على تحسين الهيكل الاقتصادى وإعادة الثقة فى الأسواق.
«نصر»: نجاحنا حاز ثقة العالم.. و«السعيد»: حققنا أعلى معدل نمو فى 7 سنوات.. و«ساويرس»: أرباح الشركات فى مصر الأعلى
وأشارت «ستيفان» إلى أن «الإصلاحات الهيكلية تؤثر على الفئات الفقيرة والهشة، ولا بد من مراعاة تلك الشرائح»، موضحة أن الإصلاح سيجذب الاستثمارات وسيساعد على تحقيق معدلات نمو جيدة خلال الفترة المقبلة. وأكدت أن تنمية البنية التحتية ومشروعات الطاقة، والمشروعات الصغيرة والمتوسّطة التى توفر فرص العمل، من أهم العوامل التى تسهم فى تحسين الأوضاع فى مصر. وقال رئيس معهد العالم العربى، جاك لانج: إن مصر لها حضارة كبيرة وعميقة، وهى أول بلد فى التاريخ، واقتصادها يتميز بمقومات جاذبة، وما جرى من إصلاحات بها يستحق التقدير.
وتضمّنت فعاليات المنتدى، إقامة معرض «ملحمة قناة السويس: من عصر الفراعنة إلى القرن الحادى والعشرين»، بمناسبة مرور 150 عاماً على حفر القناة. وقالت «نصر»: إن مصر حققت خلال السنوات الأربع الماضية نجاحاً فى برنامج الإصلاح الاقتصادى حاز ثقة المؤسسات الدولية والمستثمرين. وأضافت: «مصر بها اقتصاد واعد وفرص استثمارية كبيرة، وتمتلك موقعاً استراتيجياً فريداً، وترتبط باتفاقيات تجارية مع معظم دول القارة الأفريقية، وبها سوق تضم أكثر من 100 مليون مستهلك، وعمالة شابة وماهرة، وتعد من أعلى دول العالم تحقيقاً للعائد على الاستثمار».
وتابعت «نصر» أن وزارة الاستثمار تعمل على توطيد العلاقات الاقتصادية مع فرنسا، بتوجيه من القيادة السياسية، من خلال المشاركة فى تمويل مشروعات تنموية، وفقاً لخطة الإصلاح الاقتصادى. وأوضحت أن إجمالى محفظة التعاون الاقتصادى بين مصر وفرنسا 1.2 مليار يورو، بالإضافة إلى برنامج مشترك مع الاتحاد الأوروبى بإجمالى منح تجاوز مليار يورو. وذكرت أن فرنسا تُعد من كبرى الدول المستثمرة بمصر فى مختلف القطاعات، حيث يبلغ عدد الشركات الفرنسية التى تعمل بمصر أكثر من 160 شركة، بإجمالى استثمارات تتعدى 4 مليارات يورو، مشيدة بتضاعف الاستثمارات الفرنسية خلال 2017.
وقالت وزيرة التخطيط: إن ما يميز برنامج الإصلاح الاقتصادى المصرى، أننا لم نعد نعترف بسياسة «المُسكنات». وأضافت: «لأول مرة بدأنا علاج المرض وليس العرض، وهو تحدٍّ كبير، لكن كانت هناك قرارات حاسمة من القيادة السياسية لعلاج جذور المشكلة، وهى قرارات جريئة لتحقيق إصلاح اقتصادى ونمو مستدام يرتكز على قواعد سليمة». وأوضحت «السعيد» أن مصر شهدت خلال السنوات الأربع الماضية، دفعة قوية للاستثمار فى البنية التحتية مثل شبكة الطرق، وهو ما يمثل 4 أضعاف ما تم فى 30 سنة مضت، بالإضافة إلى الكهرباء والموانئ وغير ذلك، مما يُمهد الطريق للاستثمار فى القطاع الخاص. وتابعت: «نستهدف مضاعفة المساحة المستغلة فى مصر من 7% إلى 13% بنهاية 2030، وحققنا أعلى معدل نمو خلال السنوات السبع الماضية».
قال نجيب ساويرس، رجل الأعمال، فى الجلسة الحوارية خلال المؤتمر الاقتصادى الذى يعقده معهد العالم العربى فى باريس إن أرباح الشركات والأعمال فى مصر من أعلى الأرباح على مستوى العالم، وأضاف: فى أوروبا على سبيل المثال الأرباح نحو ٤٪ لكنها فى مصر تتخطى ٢٠٪، وهذا الربح المرتفع يتطلب تقبل مزيد من المخاطر.
وأكد أن الوضع الأمنى والسياسى فى مصر مستقر بشكل كبير جداً، لافتاً إلى أن الحوادث الأمنية فى سيناء انخفضت إلى مستويات متدنية جداً ولم نعد نشهد أعمالاً إرهابية فى المدن.