«نجاح» تربى البط الفيومى: «اللى ما أكلش منه ما يعرفش طعم البط»
«نجاح» تربى البط الفيومى فى منزلها
شارع ضيق غير ممهد، على جانبه ترعة صغيرة يسبح فيها البط، وعلى الجانب الآخر تمتد أرض زراعية تتوسطها بناية خصصتها نجاح عبدالعزيز لتُربى فيها بعض أنواع الطيور المختلفة، التى اشتهرت قريتها «عزبة وردة» بتربيتها، تنقسم تلك البناية إلى غرفتين بهما دجاج تنوع عمره ما بين أيام وشهور، وساحة كبيرة تتوسطها بركة مياه يسبح فيها «بط فيومى».
«كل القرية بتربى البط الفيومى وده مصدر رزقنا الوحيد»، بهذه الكلمات بدأت «نجاح» كلامها، مشيرة إلى أنها بدأت فى تربيته منذ أكثر من 15 عاماً بشراء 10 من صغار البط، لتربيها فوق سطح منزلها، ومع مرور السنوات وكثرة الإنتاج لم يسَع منزلها هذا العدد الكبير من الطيور، وقررت حينها تخصيص مكان له قريب من مسكنها حتى تتمكن من رعايته.
«أخدت أنا وأخويا المكان ده عشان نربى فيه الطيور، وحفرت للبط بير بحط فيها كل يوم الصبح مياه نضيفة عشان يسبحوا فيها بدل ما يسرحوا فى الشارع وياكلوا حاجة مش مضمونة، أما العشة فدى للفراخ»، وعن سبب تربيتها للبط الفيومى، توضح أنه لا يستغرق فى تربيته سوى 4 أشهر، ثم تقوم ببيعه إلى جيرانها وأقاربها بالمحافظة، بجانب أن مكسبه أكثر، نظراً لاعتماد أهالى القرية على تربيته وأكله: «بربيها من عمر يوم، وبعد 3 أو 4 شهور بيكون وزنها يتراوح ما بين 2.5 كيلو لـ3 كيلو، وفى الصيف الإنتاج أكتر من الشتاء، والبيع أفضل».
مصدر رزق «عزبة وردة» يواجه ارتفاع أسعار العلف واللقاحات والأدوية.. ومعظم المشاريع بدأت برأسمال صغير
يختلف البط الفيومى عن غيره فى شكله وطعمه، بحسب كلام «نجاح»، لذلك يقبل العديد من المواطنين الذين يأتون خصيصاً إلى محافظة الفيوم على شرائه: «لون لحم البط الفيومى بيكون أحمر وطعمه أحلى بكتير لأنه متربى فى البيوت، لكن اللى بيتباع فى المحلات متربى فى مزارع ومش بيعتنوا بيه زينا، واللى ما أكلش من البط الفيومى يبقى ما يعرفش طعم البط»، لافتة إلى أن سعره لا يختلف كثيراً عما يباع فى السوق.
مبالغ هائلة تنفقها السيدة الثلاثينية فى تربية «البط»، خصوصاً بعد ارتفاع أسعار الطعام الخاص به من «علف» و«برسيم»، بجانب الأدوية واللقاحات التى تشتريها له بين الحين والآخر: «تربيتهم بتكلفنى كتير لأن سعر العلف زاد بشكل مبالغ فيه الفترة الأخيرة، لكن الزيادة دى مش بتشغلنى لأن اللى هاوى شىء مش هيفرق معاه الأسعار».
وتختتم «نجاح» حديثها، قائلة بنبرة مرتفعة واثقة: «بشجع أى ست إنها تعمل مشروع خاص بيها، حتى لو هتبدأ بحاجة بسيطة، وطالما هى بتحبها هتنجح فيها، ونفسى أوسع مشروعى وأعمل مزرعة كبيرة وأخلى كل ستات القرية تشتغل معايا فيها، لأنها حاجة مفيدة، وفى الوقت نفسه مربحة».