د. نبيل محمد شلبى يكتب: تاءات النجاح
نبيل محمد شلبى
حروف لغة الضاد، دوماً مُبهرة، وهى لغة القرآن الكريم المعجزة التى اختارها الله لما فيها من سحر بيان لم تحظ به لغة غيرها. اخترت لكم من هذه الحروف، حرف التاء (ت) الذى أراه مبتسماً دائماً، حيث النقطتان هما العينان وما أسفلهما ابتسامة عريضة. وإذا كان النجاح هو الهدف والمقصد لرواد الأعمال، فإن هناك خطوات يمشيها، ومحطات يعبرها فى طريق ليس مفروشاً بالورود للوصول إلى النجاح، مثل هذه الوقفات فى عالم ريادة الأعمال والتى تبدأ بهذا الحرف المبتسم (ت).
تخطيط: ربما تكون هى الوظيفة الأولى فى عالم الإدارة، فهى تحدد وجهتك الشخصية والعملية، والأهداف التى تسعى إلى تحقيقها، والوسائل التى ستستخدمها لتحقيق تلك الأهداف. إذا لم تستخدم بوصلتك (الداخلية) فى تحديد اتجاهك، ربما ستأخذك الأيام والسنون إلى اتجاه لا ترغبه. تبسُّم: قال الرسول صلى الله عليه وسلم: «تَبَسُّمُكَ فى وجهِ أخيكَ لك صدقة»، فما بالنا بالزبون التى تأسره البشاشة والابتسامة، وربما تقوده للعودة مرة أخرى، فالابتسامة دواء سحرى، حيث قيل: إذا رأيت من تحب فابتسم، سيشعر بحبك.. وإذا رأيت عدوك ابتسم، سيشعر بقوتك.. وإذا رأيت من تركك ابتسم، سيشعر بالندم.
تعلُّم: ليست هناك نهاية أبداً للتعلم والتثقف، ومن ظن ذلك فهى بداية النهاية، والسوق تتطور باستمرار ويلزم مواكبتها معرفة أسرار البيزنس والجديد فى كل شىء، ومن لا يدرك قيمة وقوة المعرفة، سيعيش فى ظلام الجهل، أعمى البصر والبصيرة.
تدريب: ماذا تصف شخصاً يقفز فى ماء عميق، دون التدرب على فنون العوم والغوص؟. لا يمكن القول إن ذلك بمثابة مجازفة بل يُعد انتحاراً واضحاً. هذا يحدث أيضاً عندما يُقدم المقامرون -وليس المغامرين- على بدء أعمالهم دون الاستعداد الكافى والتدريب الوافى.
تحفيز: عليك أن تحفز ذاتك قبل تحفيز الآخرين، فطريق الألف ميل يبدأ بخطوة، ويغط معظم الناس فى أحلام اليقظة يتمنون النجاح، بينما يستيقظ القليل منهم فى الصباح الباكر ليعمل جاهداً لتحقيق هذا النجاح.
تقنية: يتسارع التطور التقنى فى العالم على كل الأصعدة، وسيصبح رجل الأعمال المتأخر فى التقنيات الخاصة بعمله -ومنها على سبيل المثال تقنية المعلومات والاتصالات- فى مأزق مقارنة بهؤلاء الذين يستفيدون من تلك التقنيات فى عالم الأعمال.
أخيراً، أدعو لكم بحرف التاء بعد «توكلكم» على الله، بأن يرزقكم «توفيقاً» من عنده، وأن يسقيكم من «تسنيم» وهى عَيـْن ماء فى الجنة، لا يناله إلا أهل «تقوى».