​

شاب تربى على التضحية والصمود أمام العدو في صباه، ولم ينعم بطفولة هادئة بل نعم بشيم الرجال المقاتلين، غرس حب الوطن داخله منذ ولادته في التاسع من يوليو عام 1929، وشهد الكثير من المعارك السياسية لوالده محمد الخامس، ملك المغرب، وكان معين لوالده في منفاه بمثابة الأخ وليس الابن، الأمر الذى جعل الملك محمد الخامس يعين ابنه الحسن الثاني واليًا على عرش المغرب لثقته في ولائه وحبه للمغرب وتربيته على المبادئ الحكيمة في تولى الحكم.

كما شارك الحسن في النضال ضد الاستعمار الفرنسي في المغرب، ويحكي في مذكراته، التي نشرتها مجلة المصور عام 1993 قائلًا: "في عهد الحماية كان يأتي إلى القصر بعض الشخصيات الوطنية للاتصال سرا بوالدي، وكانوا يتنكرون في أزياء نسائية حتي لا يكشفهم الفرنسيين، كنت أتولى نقلهم بسيارتي".

ويحكي الحسن في مذكراته عن سوء المعاملة من الفرنسيين لوالده أثناء منفى كورسيكا، فكان برفقه والده في طائرة محرومًا من كوب ماء بينما الأمن الفرنسي يتناولون الطعام غير مبالين بهما.

أما عن ذكرياته في مؤتمر باندونج قال: "ولما عدنا للمغرب بعد ذلك لم يأت لنا أبي وأنا والأحزاب السياسية المهتمة لم نفكر جديًا في نتائج مؤتمر باندونج ومضاعفاته"، لأنهم كانوا منهمكين بوضع أسس الدبلوماسية المغربية والانضمام إلى جامعة الدول العربية.

فكانت مشاركته في  قمه عدم الانحياز ببلجراد عام 1961، أول رحلة رسمية بعد تولية العرش، وطالب في خاطبه بالقمة، بعدم التفريق بين عدم الانحياز والالتزام وأقر أنه ملتزم بموقف البلد الملتزم معها.

وقدم الملك الحسن الثاني العديد من الإنجازات للمغرب، بداية من توحيد المغرب واستقلاله، حيث حرر مدينة طرفاية الساحلية عام 1985، وإقليم سيدى إفني عام 1969، بالإضافة إلى ريادة المغرب في العديد من المنظمات الدولية والإقليمية، ودعا إلى العديد من المؤتمرات منها "استضافة المغرب برئاسته لأول مؤتمر إسلامي عام 1996 بعد إحراق المسجد الأقصى، ورئاسة للقمة الأفريقية التاسعة عام 1972".

كما نظم مسيرة الخضراء ضد الاحتلال الإسباني لتحرير الصحراء المغربية في أكتوبر عام 1975، فانطلق المغربيون حاملين كتاب الله ومثلوا أسلوب حضاري للتعبير عن حقهم.