«المالكى»: الشعر البدوى يعكس ملامح الحياة فى «بوادى» السحر والجمال
الشاعر فتحى المالكى
«الشعر البدوى على مر العصور يعكس حالة المجتمع ويصف أوضاعه، والإعلام عن الشىء والإخبار عنه من خلال القصائد الشعرية، وهناك منافسة مشتعلة بين الشعراء للإتيان بالجديد دائماً» بهذه الكلمات عبر الشاعر فتحى إبراهيم المالكى، ابن قبيلة الموالك بمطروح لـ«الوطن»، عن مدى ارتباط أبناء القبائل بالشعر فى مطروح على مر التاريخ.
وقال «المالكى»: «الشعر للمواطن البدوى مثل التليفزيون والراديو الذى يخبر الناس كل شىء، فقديماً كان الشعر وقصائده الجميلة يخبر المجتمع البدوى بكل شىء، خاصة أنه يقال فى المناسبات والتجمعات الكبيرة كالأفراح التى يحضرها المئات من داخل القبيلة الواحدة ومن مختلف القبائل الأخرى المجاورة، فالشعر يرصد التاريخ ويحفظه للأجيال المقبلة، ويصف حالة الفرح والحزن لدى الناس، والحروب والخير والشر والطبيعة والزراعة وسنوات الخير وسنوات القحط التى يتأثر بها أهل البادية، والجمال والحب، والزواج والمرأة»، وأضاف أن المواطنين فى المناسبات والتجمعات حينما يستمعون للشعراء يعرفون أخبار القبائل الأخرى ومدى رضا الناس عن الحالة المعيشية وتأثير الحروب عليهم، وحالة الفرحة التى عليها قبيلة لزواج عدد من أبنائها، وحالة الحزن التى عليها أخرى لوفاة أحد العمد أو شيوخ أو عواقل القبيلة، بجانب الغزل والمدح، فكل ذلك يلقى قبولاً لدى أبناء مطروح الذين يحبون الشعر.
«ضمة القشة والطق والمجرود» مفردات لوصف أفراح وأحزان أهل البادية.. و«المالكى»: نعتبره مثل التليفزيون والراديو ونحفظ به التاريخ للأجيال القادمة
ويرى «المالكى» أن الشعر البدوى يشتهر بثلاثة أنواع، الأول يطلق عليه الشعراء «ضمة القشة»، وفيه يتكون البيت الشعرى من جملة شعرية تبدأ وتنتهى بكلمتين متشابهتين فى الحروف مختلفتين فى المعنى على سجع، وموسيقى واحدة، كما يقول الشاعر مصادف المحفوظى، فى إحدى قصائده يصف فيها حاله عن فتاة لم يتمكن من الزواج منها (من ياساته شاغل دليلى دوم.. بمهاياته مابا عزيز يهون) (من تمويحه وبعد الجفا منه ولطة ريحه.. ما زال جرحه فالكنين نضيحه).
ويقول إن النوع الثانى من الشعر البدوى هو «شعر الطق» وهو عبارة عن بيوت شعرية تتكون من جملة شعرية من ثلاث كلمات، متشابهة فى الحروف مختلفة فى المعانى، تؤدى بسجع بشكل معين باستخدام الشاعر خلال إلقائه الشعر عيداناً تطق بها على مائدة أو لوح خشبى، ولذلك يسمى بالطق، كما يقول الشاعر إسلام المالكى، فى قصيدته (ناس أجواد ضنا بيتية.. طيبك فيه مشهورين لعيت قوية)، وفيه يصف الشاعر حسن تربية وكرم عائلة قوية».
أما النوع الثالث فهو الشعر المجرود، ويرصد كما يشرح المالكى قصصاً مسلسلة وأحداثاً مرتبة على سجع وميزان واحد، كما يقول عوض المالكى، وهو يتغنى بأحد أبيات الشعر (مرحبتين أهلاً بالجودة.. مرحب ياللى عينك سودة، مرحب يا لباس بالجودة.. يا مول جمة محرودة).
ويختتم شاعر مطروح بقوله: «سيظل الشعر البدوى من الأشياء الجميلة التى تعجب أهل البادية، حيث يلتفون حول الشعراء ويتذوقون الشعر ويرددونه، وسيظل أحد أعمدة التراث فى مطروح التى يعشقها أبناء البادية».