أحمد شامخ الحفيان يكتب: الرئيس وقوى الشر
أحمد شامخ الحفيان
لا شك أننا نعيش أوقاتاً فارقة من عمر الوطن الذى لا يبقى ويستقر إلا بصمود أبنائه، فعلينا أن نعلم أن الوطن غال والوطن نفيس لتستمر التضحيات وليصمد الشعب وتزول الغمة، ولنتذكر أننا عشنا بالأمس القريب سنة ممزوجة بالغربة والخوف إبان تولى الإخوان مقاليد الحكم، فأصبحنا كغرباء مصنفين، ساد حكم إرهاب الجماعة وهلك من غيرهم إلى أن طالبنا الجيش بالتدخل والرئيس بالترشح، لتشرق شمس الأمة بعد أن غربت، فعادت الطمأنينة وعاد الوطن بعد أن ضاع، وبدأت الحرب الخفية حرب النفس الطويل من كل اتجاه، كيف لمصر أن تحيا وكيف للخطة أن تفشل، فضيقوا الخناق على الشعب ليسقطوه وتشتعل نار الفتنة، وانطلقت الشائعات المدمرة لتنال من إرادة وعزيمة الشعب ليغيروا مساره ليصبح ضد الرئيس الذى طالبوه بطوق النجاة، وأصبحنا ننساق وننخدع بأبسط الأكاذيب، وعُطل العقل الذى يؤكد أن الرئيس أكثر انشغالاً بما يحاك ضدنا ويتمنى رغد العيش للجميع لتتقدم مصر، ولا يرغب فى أن نتحمل أعباء تفوق قدرتنا، فلم يفكر فى مشروعات وقتية لينال القبول وتضر الشعب لأنها ستؤدى حتما آخر المطاف للانهيار السريع المفاجئ، فالرئيس اتجه لمشروعات واستثمارات طويلة الأمد، تقوى عصب الأمة، نتائجها ليست بالقريبة ولكنها تحمى الوطن من السقوط وتنفع الأجيال وتزيد من تشابك العلاقات والمصالح فتحمى الدولة، ولننظر لغرب مصر فى محافظة مطروح كمثال حى، فقد تحولت إلى خلية نحل وبدأت المشروعات العملاقة تظهر على الأرض بعد أن كانت مجرد خيال، وبدأ أبناء القبائل يتساءلون لماذا يصر الرئيس على صرف أموال مهولة على البنية التحتية ومستحقات العمالة الآتية من كل أنحاء الجمهورية، التى تصرف دون تأخير ولم يوجهها لدعم المواطن ولمشروعات وقتية مسكنة لينال الرضا، فأيقنوا أن الأمر ليس صراع سلطة كما روج الخونة بل معركة وجود، فالرئيس يحمى وطناً ويحفظ شعباً من الخنوع، فتحمل النقد وواجه الشائعات لتبقى مصر، ولا شك أن نظرتنا للأمور تختلف عن نظرة القيادة التى ترى أموراً لا يصرح بها كى لا تؤجج الحرب، فعلى الجميع ألا يفقد الثقة بالقيادة لنعبر الأزمة وننتصر على الخطة الخبيثة، فالأعداء يتحينون الفرصة لينقضوا على الوطن بلا هوادة لنصبح فى مستنقع المجهول، وعلينا أن نختار بين الصبر والدمار بحكمة الشعب وحصافته، لأن بناء الأوطان يتطلب منا أن نستحضر روح الوطنية وننحاز للصبر لكى ننجو، ولنتمسك برئيسنا وندعمه لينتصر على قوى الشر بحكمة ودهاء، ولنثق بأنفسنا فإن الشعب المتماسك لن يقهر عبر التاريخ، وعلى الجميع أن يعرف أن حماة بوابة مصر الغربية يقفون خلف الرئيس حفاظاً على الوطن.