وكيل طب الأزهر:لولا حنفيات الحرائق ما أخمدت نيران مستشفى الحسين ليومين
دكتور مجدي الدهشان
قال الدكتور مجدي الدهشان، وكيل كلية الطب جامعة الأزهر، ووكيل المجلس الأعلى لمستشفيات الأزهر، إن الحريق الذي شهده مستشفى الحسين الجامعي لم يكن فيه شبهة تقصير من الإدارة أو كلية طب الأزهر، موضحا أنه لولا الاستعدادات الكبيرة لمكافحة الحرائق والدفاع المدني بالمستشفى لزادت الكارثة، معبرا عن إعجابه بموقف الأطباء "فأبكتني بطولة أبنائنا من الأطباء والعاملين، حيث حملوا المرضى، وحملوا الرمال لفتح الطريق أمام سيارات الإسعاف"، وإلى نص الحوار:
الدهشان: استخدمنا 65 طفاية لإخماد الحريق قبل وصول الدفاع المدني
- كنت شاهدا على الحريق من بدايته، كيف رأيت أداء طاقم المستشفى خلال الحريق؟
أبكتني بطولة أبنائي الأطباء والممرضات والعاملين أثناء الحريق، حيث زالت كل الألقاب وكان الكل يعمل بجد لإنقاذ المرضي، وعندما لم تستطع سيارات الإطفاء الدخول لمكان الحريق بسبب وجود عوائق من الرمال والإسمنت والخردة الحديدية الناتجة عن عمليات تجديد المستشفى، أشرت للأطباء لإزالة تلك العوائق، فوجدت العشرات يرفعون الرمال والخردة وكأنهم عمال، ونظرت خلفي وجدت العشرات من الأطباء والعاملين يحملون المرضي دون كلل، وما أن يضع الطبيب مريضا ويسلمه لزميله الواقف على رعايتهم بمدخل المستشفى، يعود بشكل تلقائي ليجلب غيره، فقسم الجميع العمل ونسي الجميع مناصبهم وألقابهم ولم يكونوا إلا آدميين راقيين يحاولون إنقاذ آدميين آخرين بكل جهدهم.
- كيف بدأ الحريق؟ وهل توصلتم لسببه؟
عقب انتهاء اجتماع قسم الرمد بمستشفى الحسين الجامعي، السبت الماضى، اشتم العمال رائحة دخان كثيف صادر من قاعة الاجتماعات الخاصة بالقسم، واكتشفوا الحريق، وساهمت المواد شديدة القابلية للاشتعال التي تتكون منها القاعة سواء كراسي أو أخشاب في اشتعال الأمور بشكل سريع، والحمد لله الحريق لم يُسفر عن أي خسائر في الأرواح، ولا حروق لأي مريض أو العاملين بالمستشفى.
- البعض تحدث عن ضعف إمكانيات معدات مكافحة الحرائق بالمستشفى، ما صحة هذه التصريحات؟
كلام خاطئ تماما، فلولا جاهزية هذه المعدات لكانت الكارثة أكبر، ورفعنا عدد طفايات الحريق بمستشفى الحسين بنسبة 130% في العام المالي 2017/2018، ما أنقذ الأمر بشكل كبير خلال الحريق، وعقب الحريق بيومين وقعنا عقدا آخر مع إحدى الشركات الوطنية لإنتاج طفايات الحريق لمضاعفة عدد الطفايات بالمستشفى، وصيانة منظومة الإطفاء بالكامل، ولم يكن هناك تقصير لا قبل أو أثناء أو بعد حريق المستشفى.
- أيضا البعض تحدث عن عدم عمل بعض الطفايات، هل هذا صحيح؟
لا يمكن، وأتحداهم. المشكلة أن الطفاية تعمل لثوان معدودة ومن يعمل عليها من الذين يساعدون في الإطفاء يظن أنها بتوقفها بعد 7 أو 8 ثواني معطلة، لكن الطفايات لها أسلوب عمل خاص لا يفهمه إلا المدربين أو وحدة الدفاع المدني بالمستشفى، ولم يكن هناك أي أعطال بالطفايات.
- كم طفاية جرى استخدامها خلال حريق مستشفى الحسين؟
قرابة 65 طفاية قبل وصول رجال الإطفاء، وساعدت بشكل كبير في السيطرة على الوضع، وأيضا لولا عمل حنفيات الحرائق بشكل كامل لما انطفأت النيران ولا بعد يومين، فقوات الدفاع المدني لم تستطع الدخول لمنطقة الاشتعال؛ نظرا لضيق المكان واعتمدوا بشكل كبير على حنفيات المستشفى للإطفاء.
- كيف تعمل المستشفى بعد الحريق؟
هناك أقسام تعمل بشكل كامل كعيادات قسم القلب، وهناك أقسام مغلقة بشكل كامل كقسم الرمد، وجرى تحويل عملها وأطبائها لمستشفيات أخرى تابعة لجامعة الأزهر، ووقعنا بروتوكول تعاون مع وزيرة الصحة لاستخدام مستشفيات "دار السلام، والشيخ زايد، والفاطمية"، بديلا مؤقتا لقسم الاستقبال والطوارئ نظرا لإغلاقه بشكل تام.
- متى تبدأ عملية الترميم للأقسام المحترقة؟
ننتظر تصريح النيابة العامة لبدء تجديدات الأدوار التي تضرّرت من الحريق، ولجاننا الهندسية التابعة للجامعة بدأت في المتابعة لما تحتاجه الأدوار، حيث يجري عمل قمصان حديدية لبعض المسلحات وأمور أخرى هندسية حددتها اللجان، لبدء العمل فور وصول تصريح النيابة العامة.