بالفيديو| "الشغل مش عيب".. "محمد" كهربائي في الإجازة وطالب "طب" بالدراسة
محمد ابراهيم طالب الطب الذى يعمل كهربائى فى كفر الشيخ
تجده متجولاً بين المنازل مع "صبيانه" في المهنة، ممسكًا بشنطة صغيرة بها "عدة الشغل"، يستخدمها في تركيب الكهرباء بالوحدات السكنية وبشقق العرسان الجدد، لا يخجل عندما يعرف زبائنه أنه طالبًا بكلية الطب، ومع ذلك يعمل "كهربائي"، المهنة التي أصبحت هوايته المفضلة، لا يهتم بمن حوله وبنظرة البعض إليه، لأنه حمل على عاتقه تولي الإنفاق على نفسه، وخصوصًا أن كلية الطب من الكليات التي تحتاج إلى مصروفات كثيرة، ربما لا تستطيع أسرته تدبيرها.
محمد إبراهيم عبدالجليل، البالغ من العمر 18 عامًا، المقيم بإحدى مدن محافظة كفر الشيخ، والطالب بالفرقة الأولى بكلية الطب، بجامعة كفر الشيخ، ضرب المثل في الجد والاجتهاد، والمحاولة والمثابرة، من أجل تحقيق ذاته، وبرغم أن العادات والتقاليد تختلف كثيرًا في القرى عن المدن، حيث أن أبناء المدن يكونوا أكثر رفاهية من أقرنائهم في القرى، إلا أنه لم ينتظر من يُنفق عليه، ولم يلتفت لنظرة الناس له، "استمتع بعملي وأفتخر به كوني أصغر طالب بكلية الطب، وأشطر كهربائي كما يلقبني البعض، التحقت بالمدرسة ضمن صغار السن، ولم أحضر الصف الأول الابتدائي وقفزت إلى الصف الثاني مباشرة، ومنذ الابتدائية وأنا أعمل واعتمد على نفسي، وشجعتني والدتي"، بهذه العبارات بدأ محمد يروي قصة حياته.
يقول طالب الطب: "اشتغلت في إجازات المرحلة الابتدائية إستورجي، وتخطيت الابتدائية، وعملت مساعدًا لطباخ في الإعدادية، وأخيرًا استقريت في تعليم الكهرباء بداية من إجازات الصف الثالث الإعدادي، وكنت أنهي دراستي وأعمل مباشرة وأنفق على نفسي، وعندما التحقت بالثانوية تمرست أكثر في مهنة الكهرباء، وركزت في مذاكرتي في العام الثالث لأحصل على مجموع عالٍ".
الثقة في النفس والإيمان بالقدرة على تحقيق شيء هما الدافع لاستمراري في العمل، هكذا يقول محمد: "عندما دخلت الثانوية كنت أحلم أن أكون مهندسًا ولكن رغبة في الاسم بلا دراية عن باقي المهن، وعندما تحدث إلى من هم أكبر مني سنًا، أوضحوا لي أن علمي علوم مستقبلها أفضل، فأقنعوني بذلك ودخلت شعبة علمي علوم وتوكلت على الله، وكنت أيضًا أعمل بالكهرباء بإجازاتي، لكني سخرت كل مجهودي في الصف الثالث، وحصلت على مجموع 97.9%، والذي سمح لي بدخول كلية الطب البشري، وما تحتها من الكليات، ورغم أن الطب لم يكن رغبتي، بل كنت أريد الالتحاق بكلية الصيدلة، ولكن الأهل والمعارف حزنوا بسبب ذلك ودخلت الطب، علمت أني كنت سأندم إن لم التحق بكلية الطب، فهى كلية جميلة واتعلمت كتير فيها، مع استمراري في العمل في الإجازات حتى الآن بالكهرباء، تلك هي هوايتي بعد القراءة".
وعن رؤية المحيطين به لعمله، يتابع طالب الطب، "الناس كانت منقسمة لجزئين في رد فعلهم أو رأيهم بالنسبة لشغلي في الكهرباء، منهم من يقول إزاي بس هيبقى دكتور وهو ساعات بيكون بملابس غير لائقة بطبيب أو طالب بكلية الطب، وهذا الجزء لا يهمني رأيه ولا يعنيني في شيء بل لا أعطيه أي اهتمام ولا أضعه في الاعتبار، والجزء الآخر يشجعني ويعطينى الأمل، وذلك يدفعني للاستمرار والتغاضي، وبإذن الله هكمل كما أنا، بالإضافة إلى بعض أوقات التدريب في المستشفيات، وعندي طموح أكون دكتور جراحة عامة وأورام ممتاز، وأدعو الله في كل أوقاتي أن يحقق طموحاتي".
وعن نصيحته للشباب، "نصيحتي لجميع الشباب أن يتقوا الله في أهلهم وفي بنات الناس، وأن يبحث كل منهم عن مهنة أو صنعة تغنيه عن الحاجة، بجانب الاهتمام بدراسته، وتحقيق هدفه، الشغل مش عيب، وإنك تساعد والدك وتصرف على نفسك قمة الكفاح".